زاد الاردن الاخباري -
انتقل ثلاثة ملايين حاج عند مغيب شمس امس الى مشعر مزدلفة نزولا من جبل عرفات بعد الانتهاء من اداء الركن الاعظم من اركان الحج، قبل العودة مجددا الى منى حيث يقومون يوم عيد الاضحى اليوم الاحد برجم الجمرة الكبرى (العقبة).
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي ان الحج «يسير بشكل طبيعي وكل شيء على ما يرام وفقا للمخطط». واضاف «نركز على السيطرة على شبكة الطرق عند تفويج الحجيج من منى الى عرفات ومن ثم الى مزدلفة»، مشيرا الى ان «الاف الحجاج سينتقلون الى عرفات بالقطار، فيما يستخدم اخرون النقل الترددي الى جانب المشاة والنقل التقليدي». وانتشر اكثر من مئة الف من قوى الامن والدفاع المدني لضمان امن وسلامة الحجاج.
وتوجه مئات آلاف الحجاج الذين ارتدى الرجال منهم لباس الاحرام الابيض منذ صباح امس الباكر الى جبل عرفات مرددين «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك». وكان النبي محمد ألقى من جبل الرحمة خطبة الوداع في مثل هذا اليوم التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة، (الموافق 632 ميلادي) اي قبل حوالي شهرين من وفاته.
وقال امير مكة المكرمة خالد الفيصل ان اكثر من 1,83 مليون حاج وصلوا من الخارج عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية لتأدية مناسك الحج، اي بزيادة 1,84%عن عدد الحجاج العام الماضي. ويحج من داخل المملكة حوالى 150 الفا من السعوديين و63 الفا من المقيمين بحسب اللواء التركي الذي اكد «اعادة حوالى 98 الف حاج سيحالون الى الادعاء العام ومن ثم الى المحكام الشرعية بسبب مخالفتهم».
وفور غروب شمس نهار امس بدأ الحجاج النزول في وقت واحد من جبل عرفات الى مشعر مزدلفة حيث يمضون قسما من الليل قبل العودة مجددا الى منى حيث يقومون يوم عيد الاضحى اليوم الاحد برجم الجمرة الكبرى (العقبة). ثم يحتفل الحجاج بعيد الاضحى ويؤدون طواف الافاضة ويسعون بين الصفا والمروة. وينتقل الحجاج فور وصولهم الى مشعر عرفات الى خيامهم التي اعطيت ارقاما وعلامات مميزة لبعثة كل دولة.
من جهة اخرى، قال فهد ابو طربوش مدير عام مشروع قطار المشاعر ان «عملية تصعيد الحجاج من مشعر منى الى عرفات تمت بسلاسة بعدما بدأت العاشرة مساء الجمعة واستمرت العملية حتى العاشرة من صباح امس السبت». واكد ان «القطار توقف في الثالثة والنصف بعد ظهر امس لتهيئته لنفرة الحجيج من عرفات الى مزدلفة التي بدأت في السادسة من عصر امس وواصل نقل الحجيج من محطات عرفات باتجاه مزدلفة وتستمر العملية حتى الحادية عشرة من مساء امس».
وفي خطبته بمسجد نمرة في جبل عرفة دعا مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بل عرفة «قادة الشعوب الاسلامية ان يعملوا على اقامة العدل ومحاربة الفساد، وعلى الرعية ان يلتفوا حول قادتهم ويسعوا الى حل المشكلات بالطرق السلمية بعيدا عن الفوضى وسفك الدماء»، في اشارة الى الاحداث في بعض الدول العربية. وانتقد «الفوضى والبلاء الذي ادى الى انعدام الامن وتبديد الاموال ونهب للممتلكات وسفك للدماءالبريئة، حتى ترك بعض المسلمين ديارهم فرارا من تلك الفتن والمصائب». ودعا «المسلمين جميعا الى السعي لحل مشكلاتهم من غير تدخل من اعدائهم»، محذرا اياهم من «الطائفية.. ما يمر به العالم الاسلامي من مراحل هي اخطر ما يكون في حياته حيث يواجهه ظروفا وتحديات صعبة ويعاني من انقسام بين ابنائه ونزاع بينهم وهجوم شرس من أعدائه وتدخل سافر في شؤونه».
الى ذلك، ندد المفتي بـ»الغزو الاعلامي الشرس الذي ترك اثره السيء على الشباب والناشئة فأضعف الشخصية. فالقنوات الفضائية يجب ان تعلم ان مسؤوليتها نحو دينها جسيمة وان تحرص على ان تكون جامعة للامة محذرة لها من الاختلاف لتشتيتها والدعوة الى الفوضى وسفك الدماء وتدمير الممتلكات». وتابع «هناك دعوات في بعض الدول الاسلامية تنادي بالحرية وبالعدالة والمساواة تحت مظلة ديمقراطية، نقول لهؤلاء ان الاسلام سبق تلك المبادئ منذ اكثر من اربعة عشر قرنا». واعتبر ان «الحرية في الاسلام تحرير العبد من عبادة البشر والشيطان والقبور».