أخوتي الأحبة في الله ؛ ونحن نعيش مناسبة حلول \" عيد الأضحى المبارك\"؛ جعله الله عيد خير عليكم جميعا ؛أرجو أن تسمحوا لي ؛ أن أذكركم ببعض من الأمور التي تكون غائبة عن بال الكثيرين منا في غمرة احتفالنا به.
فأنتم يااخوة لاشك أنكم تعلمون جيدا بأن المجتمع الإسلامي المتماسك القوي ؛هو ذلك المجتمع الذي تسمو أخلاق أبنائه الى أعلى مراتب السمو والرفعة ، ويصل بهم الشعور الإنساني النبيل الى أعلى درجات الأخوة الحقة في الله؛ فيتعاطفون مع بعضهم البعض ؛ لأنه إذا لم تصل أخلاقنا الى مثل هذا الإحساس المرهف فحينها سنكون مقصرين في حقق بعضنا !!!
أنا لا أنكر أنه من حقكم جميعا أن تفرحوا في العيد ، وأن تقوموا بطرح همومكم ومشاكلكم جانبا ، وأن تقوموا بالترفيه عن أنفسكم ولو قليلا .إلا أنه يجب عليكم ألا تنسوا وألا تتناسوا أبدا ؛ أن هناك العديد من إخوتكم في الله ممن يعيشون في ظروف سيئة لاتسمح لهم الإحتفال بالعيد كما تحتفلون أنتم .
إن قمة التعاطف مع الآخرين تتطلب منا جميعا الشعور بمعاناتهم ، و القيام بتلمس حاجاتهم واحتياجاتهم . لاسيما إن الكثيرين حولنا هم بؤساء وضعفاء وفقراء ؛ ويعيشون في أوضاع صعبة تعجز الكلمات والأقلام عن وصفها ، والتعبير عنها .
ولهذا فإني أرى أنه من الواجب علينا كمجتمع إسلامي ألا ننساهم أبدا ، وذلك بأن نبادر فورا الى القيام بإدخال السرور والفرحة والبهجة إلى قلوبهم حسب الإستطاعة !!! إذ أنه ليس شرطا أن يكون ذلك بتقديم المال لهم ؛ وخاصة لأن أبواب الخير كثيرة ومتنوعة ومفتوحة لمن يرد وجه الله سبحانه وتعالى .
أنظروا حولكم ، ولاشك أنكم ستجدون أن هناك الكثيرين من الأيتام الذين فقدوا حنان الأب أو الأم أو كليهما ، وسترون أيضا العديد من الفقراء يتضورون جوعا و لم يروا اللحم منذ سنوات . وإنهم ومع كل هذا ، فإن كرامتهم وعزة أنفسهم تأبى عليهم من ان يقوموا بالتذلل لأي أحد.
ولهذا ماأجدر على كل مسلم قادر مقتدر فينا أن يقوم بمد يد العون للفقراء من حوله . وخاصة لأن حلول \" عيد الأضحى\" مناسبة مواتية لنا لكي نجعل جميع المحرومين من اللحم يقومون بتذوق طعمه ولو مرة واحدة في السنة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ـ \"من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم\" . صدق رسول الله .
أخواني الأحباء في الله ؛ خلاصة القول : إن العيد ليس هو لمن لبس الجديد ، بل إن العيد الحقيقي هو لكل من يرضي عنه رب العبيد ، و يسارع الى عمل كل ماهو مفيد ، فيعتقه الله من العذاب الشديد في يوم الوعيد.
وختاما ؛ دعائي الى الله أن يهديني واياكم الى كل مافيه الخير ، وأن يتقبل مني ومنكم طاعاتنا وصالح أعمالنا . اللهم آمين ، والحمد لله رب العالمين .