زاد الاردن الاخباري -
يمثل سرطان البروستاتا %25 من السرطانات التي تصيب الذكور، وهو مرض نادر الحدوث قبل سن الخمسين، وتزداد فرصة الإصابة مع التقدم في العمر. وفي حين بينت دراسة حديثة أنه من المتوقع أن يتضاعف عدد حالات الإصابة بسرطان البروستاتا في جميع أنحاء العالم خلال العشرين عاماً المقبلة، كشفت صحيفة التليغراف البريطانية أمس عن أنواع جديدة من فحوصات سرطان البروستاتا، ستغير قواعد اللعبة وتنقذ آلاف الأرواح من جرّاء المرض.
وحول الفحوصات الجديدة، أكد خبراء أن معرفة كيفية تأثير هذا المرض على حياة الرجل، وما يمكن فعله لعلاجه، أمر مهم، خاصة لمن تجاوز سن الخمسين.
وتقول إيمي رايلانس، رئيسة قسم تحسين الرعاية في مركز سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، إن «الأشخاص الذين يصابون بالسرطان عادة ما يشعرون بالكتل والنتوءات، لكن هذا لا ينطبق على معظم الرجال المصابين بهذا النوع من السرطان»، لذا قدم الخبراء، إجابات صريحة ومهمة حول أسباب سرطان البروستاتا وعلاجاته وفقاً لأحدث الأبحاث الجديدة، والتي جاءت كما يلي:
1- ما أعراض سرطان البروستاتا؟
سرطان البروستاتا المبكر هو نوع قابل للعلاج، لا يحمل عادة أعراضاً، وثلث الرجال فقط يدركون ذلك، وفقاً لمسح أجرته مؤسسة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، التي تعمل بشكل وثيق مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في الأبحاث والعلاجات الجديدة. وهذا ما يجعل تشخيص سرطان البروستاتا أمراً صعباً للغاية، ولهذا من المهم فهم عوامل الخطر بدلاً من انتظار ظهور الأعراض.
ومن المرجح أن تكون صعوبة التبول علامة على وجود مشكلة غير سرطانية شائعة مثل تضخم البروستاتا، إلاّ إذا كان السرطان ينمو بالقرب من مجرى البول، ولكن المرض عادة ما يبدأ في الجزء الخارجي من البروستاتا، والذي لا يضغط على مجرى البول أو يزعج في الصباح. وقد تظهر الأعراض التالية على الرجال في مراحل متقدمة، مثل:
- وجود دم في البول أو السائل المنوي.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- أعراض بولية عامة.
2- ما أحدث الفحوصات؟
هناك أنواع جديدة من فحوصات سرطان البروستاتا تلوح في الأفق، والتي توصف بأنها أكبر تجربة في تشخيص سرطان البروستاتا منذ 20 عاماً، حيث سيمزج بين أنواع مختلفة من الاختبارات للمساعدة في اكتشاف المرض في وقت مبكر والعلاج السريع، بهدف خفض الوفيات الناجمة عن المرض بنسبة %40.
وستختبر التجربة - التي تمولها مؤسسة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة - مجموعة متنوعة من طرق الفحص الحالية والجديدة، بما في ذلك فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي العالية السرعة، واختبارات الدم والاختبارات الجينية.
وعادة الأطباء يعتمدون على اختبار الدم PSA (مستضد البروستاتا النوعي)، الذي يقيس مستويات البروتين العالية في الدم. واختبار PSA على الرغم من عدم موثوقيته، والذي يعتبر الخطوة الأولى في التحقق من سرطان البروستاتا، وهو متاح لأي رجل يزيد عمره على 50 عاماً. وكانت هناك أخبار مهمة خلال أغسطس الماضي، من تجربة أجرتها جهات عدة، بينها جامعة لندن كولدج، والتي أظهرت أن عدد حالات سرطان البروستاتا، التي تم اكتشافها عن طريق اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي ضعف عدد اختبارات الدم التشخيصية المستخدمة في الوقت الحالي. وهناك تقنيتان جديدتان متاحتان منذ عام 2019، مما يعني أن الفحص أصبح الآن أكثر أماناً من ذي قبل.
ويعد فحص التصوير بالرنين المغناطيسي المتعدد المعلمات mpMRI، وهو نوع خاص من فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي ينتج صورة مفصلة لغدة البروستاتا، ويمكنه تقييم الأورام بشكل أكثر دقة. وبفضل التصوير بالرنين المغناطيسي، يعرف الخبراء أين ينظرون، وأين يضعون الإبرة للخزعة. وفي هذا الإطار تقول رايلانس: «يمكننا معرفة ما إذا كنا نكتشف سرطانات عدوانية ونعالجها بقوة، أو سرطاناً منخفض الخطورة ونجرب خيارات أخرى».
3- مَن الأكثر عرضة للإصابة؟
تزداد احتمالية الإصابة بالمرض من سن الخمسين فما فوق، والرجال أصحاب البشرة الداكنة معرضون لخطر مضاعف، وينصحون بالفحص بدءاً من سن 45 عاماً، ويتضاعف التهديد أيضاً إذا كان أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى مصاباً بسرطان البروستاتا.
علاجات متطورة
يقول د. ماثيو هوبز، مدير الأبحاث في مركز سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة: «لقد بدأنا نرى أول أدوية دقيقة لعلاج سرطان البروستاتا، مثل عقار أولاباريب، الذي تمت الموافقة عليه في أبريل من هذا العام للمصابين بسرطان البروستاتا المتقدم، والذي يعمل عن طريق منع الخلايا السرطانية البروتينية من النمو. وهذا يعني أنه، لأول مرة، يمكن للرجال في جميع أنحاء المملكة المتحدة تلقي العلاج على أساس التركيب الجيني للسرطان.
كذلك تأتي من الولايات المتحدة أداة أخرى من أدوات الطب الدقيق، للرجال المصابين بالمرض في مرحلة مبكرة، عبر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن تحليل فحوصات سرطان البروستاتا من خلال مجموعة معقدة من الخوارزميات، ومن المحتمل أن تكون قادرة على التنبؤ بما إذا كان المريض سيستفيد من علاج معين.
ويوضح هوبز: «ربما يكون هذا الاستخدام الأول للذكاء الاصطناعي، الذي كان مقنعاً في قدرته على إنقاذ آلاف الرجال من الآثار الجانبية للعلاج الهرموني، دون تقليل احتمالية نجاتهم من السرطان».
متى يستخدم العلاج بالتبريد؟
حول تجربة علاجات جديدة، مثل العلاج بالتبريد، يفيد البروفيسور هينغ ليونغ - استشاري جراحة المسالك البولية ورئيس مجموعة بحثية أولى في معهد بيتسون لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة - بأنه لا يتم استخدام العلاج بالتبريد (تطبيق البرودة الشديدة لتجميد الخلايا السرطانية وتدميرها) على المرضى في جميع أنحاء أسكتلندا، ولكن فقط للذين تلقوا علاجاً أولياً سابقاً، مثل العلاج الإشعاعي، أو إذا تكرر السرطان.