في سيناء المصرية انتشر فيديو ل»موكب اسطوري» لرجل اعمال مصري / فلسطيني الجنسية يدعي الحاج ابراهيم العرجاني. و الحج العرجاني اعلن عن اقامة اتحاد «القبائل العربية» في مصر.
و دعوة الحاج العرجاني من نسخ العودة الى ما قبل الدولة الوطنية، وقد يقابلها دعوات الى اقامة اتحاد عشائر افريقيا وعشائر الامازيغ وعشائر النوبة.
و في سورية والعراق، حاولت امريكا الترويج لتحالفات العشائر والقبائل والجماعات المسلحة التكفيرية، واخرجت من كهوف الاستعمار البريطاني والفرنسي في بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية تحالفات القبائل ما قبل الدولة الوطنية. و ساعدت ودعمت امريكا انشاء مجموعات مسلحة باسم الخلافة والتكفيرية والقبائل والعشائر.
مئة عام على سايكس بيكو، واكثر مدعاة اليوم استعادة الدولة والامة، وفيما يتم تصريف مفاهيم وشعارات وعناوين جديدة لتفكيك الهوية والدولة، والعودة الى عوالم القبلية البدائية.
دولة النقب وبئر السبع، وسيناء.. مشروع اسرائيلي / امريكي، ورقاع جغرافيا سوف تخرج من بين شقوقات مخططات لاسرائيل الكبرى.
بن غورين مؤسس دولة الاحتلال صاحب مقولة استراتيجية: ان لم نصمد في الصحراء، فسوف تسقط تل ابيب. و الصناعة الامبرالية لاسرائيل في المشرق العربي، استدعت تقسيم الهلال الخصيب وفق اتفاقية سايكس بيكو، ويجدد اليوم عبر مؤتمر هرتزليا 2000/2018 سيناريوهات نفسها، تفكيك الشرق برمته الى كانتونات طائفية وقبلية، وتتقاطع مع المشروع الامريكي والاسرائيلي والتركي، وتقسيم مصر وسورية والعراق الى ولايات.. وهو مشروع في سورية اسقطه الجيش والمقاومة.
العرجاني، اخرج من صناديق الالعاب «امريكية واسرائيلية».. وماذا يختلف العرجاني عن الجولاني وابو مصعب الشيشاني والزرقاوي وهئية تحرير الشام، وغيرها ؟!
واليوم، من وحدة ساحات المقاومة في الاقليم، نستدرك ماذا يعني مقاومة اسرائيل ومشروعها ؟ وماذا تعني وحدة الدولة الوطنية ؟ وانه استدراك لوعي وطني وتاريخي ذاتي، وقبل وعي الميدان «والمقاومة».
ساحات المقاومة ميادين لمشروع عربي عابر للاوطان، من اليمن ولبنان والعراق، فالمقاومة في مهمة تاريخية. ولا مكان للهويات الفرعية القاتلة والمنبوذة، وهويات التجزئة والفرقة، ولمشاريع التجزئة الوطنية، والتفتيت والتقسيم وفقا لـ»هويات فرعية وصغيرة «.
العرجاني، وامثاله مخطط لصد المقاومة ولافشال مشروعها الوطني التاريخي.. ولتشتيت وحدة الهدف والقيادة والمصير.. حركة المقاومة قوة جماعة وناجزة، وفوق الانقسامات الطائفية والاثنية. لم اقرأ او اسمع تعليقا حول فيديوهات العرجاني.. ولكن، الموضوع حتما يحمل في جعبته مؤشرات ودلالات سياسية تستدعي التفكير والتحليل، وقراءة ما هو وراء السطور والكلام والصورة.