أكبر المؤامرات على الشعوب العربية تتمثل في الأنظمة الحاكمة لها، المصادرِة لحريتها وكرامتها، الموغلِة في دمائها وأعراضها، والمفسدة لحياتها، والمعقدِة لحاضرها ومستقبلها. وإنَ أي حركةٍ لتغيير الوضع القائم هي بدايةُ الخلاص والفرج، التي يتعين على الجميع – ممَنْ يتمتعون بالصفة الآدمية – أن يدعموها وألاّ يبخلوا عليها بالدعاء، وإذا أردنا منهم الحد الأدنى، فعليهم ألا ينبسوا ببنت شفه لحين انفراج الهم وانكشاف الغُمة وبعدها لكل حادثٍ حديث.
للإنسان كرامة المحيا والممات، وإذا جرى إنكار كرامة الإنسان في الحياة، فلا يجوز - عدلاً وإنسانيةً- إنكار كرامة الممات، وفي زمن الإجرام وتراجع القيم والمفاهيم الإنسانية الذي يقود لأبشع صور الإجرام بالإنسان والكرامة الإنسانية، يحتار المرء في عدالة الجزاء الذي يجب توقيعه على المجرم المتجرد من كل القيم الإنسانية والحيوانية على السواء. أقول ذلك تحت تأثير صدمةٍ عصبيةٍ رهيبةٍ أُعانيها بعد مشاهدة بعض اللقطات لنماذج من الإجرام الذي يمارسه النظام السوري وأزلامه في أرض الشام العزيزة المكلومة.
ما يحدث في سوريا وما حدث ويحدث في باقي الأرض العربية حدثٌ تاريخي بإمتياز، وستكون لها مآلاتٌ إيجابيةٌ مهما كانت النتائج، فالثابت – من وجهة نظري على الأقل- أنْ لا شيء أسوأ من الوضع القائم حالياً، وإنّ أي تغييرٍ – مهما كان- سيكون أفضل بكثيرٍ مما هو قائم بصرف النظر عن حجم الإنجاز ومداه. فمن حق الشعوب أن تحيا بكرامة وأن تختار مَنْ يحكمها بعيداً من "ثيوقراطيات" الولاء والانتماء والنظام وأزلامة. فلا وجودَ لنظامٍ صالحٍ ما لم يكن له شرعيّةٌ يستمدها من إرادة الأغلبية وعبر انتخاب نزيه وحر. وحتى لو لو وُجد مثل هذا النظام فقد يصبح فاسداً إذا تنكب لشرعيته وبغى في الأرض وأفسد.
يستحق الإنسان أن يتمتع بالكرامة التي كفلها الله له، وأي نظامٍ –عربيَ أو غير عربي- لا يحترم هذه الكرامة يجب اسقاطه نكالاً بما صنع، وإن أي حديث عن مؤامرةٍ هدفها اسقاط مثل تلك الأنظمة هو حديثٌ أجوفٌ فارغٌ مأجور، لأن أكبر المؤامرات على الشعوب العربية تتمثل في الأنظمة الحاكمة لها، المصادرِة لحريتها وكرامتها، الموغلِة في دمائها وأعراضها، والمفسدة لحياتها، والمعقدِة لحاضرها ومستقبلها. وإنَ أي حركةٍ لتغيير الوضع القائم هي بدايةُ الخلاص والفرج، التي يتعين على الجميع – ممَنْ يتمتعون بالصفة الآدمية – أن يدعموها وألاّ يبخلوا عليها بالدعاء، وإذا أردنا منهم الحد الأدنى، فعليهم ألا ينبسوا ببنت شفه لحين انفراج الهم وانكشاف الغُمة وبعدها لكل حادثٍ حديث.
اللهم عجّل بالفرج، وأرحم الشهداء وأفرغ الصبر على ذويهم.