زاد الاردن الاخباري -
قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون -اليوم الأحد- إن العنف في منطقة دارفور بالسودان قد يرقى لجرائم ضد الإنسانية، وسط تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأعرب كاميرون -في بيان نشر بموقع الحكومة البريطانية على شبكة الإنترنت- عن قلقه العميق إزاء ما وصفها بـ"التقارير الموثوقة للغاية التي تفيد بأن بعض أعمال العنف في دارفور ارتكبت بدوافع عرقية".
وتابع أن "نمط العنف المتواصل في دارفور، بما في ذلك الهجمات المنهجية الواضحة ضد المدنيين، قد يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية".
وأمس السبت، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمةِ ولاية شمال دارفور.
وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن اشتباكات دارت بين القوة المشتركة وقوات الدعم السريع، صباح السبت، بمدينة الفاشر، التي تشهد منذ أسابيع اشتباكات أثارت قلق المجتمع الدولي.
وكان الجيش السوداني قال إن قواته والقوات المشتركة للحركات المسلحة دحرت ما سماها "المليشيا الإرهابية"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، في اشتباكات دارت بينهما بمدينة الفاشر.
ونقل مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد عن بيان للجيش أنه تمكن من تدمير عدد من المركبات القتالية واستولى على أخرى.
وذكر البيان أن قوات الدعم تتعمد قصف الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين بهدف إفراغ المخيمات من سكانها، حسب بيان الجيش.
وبث الجيش السوداني صورا قال إنها تبرز هزيمة الدعم السريع في معركة بالفاشر.
من جهة أخرى، نقل مراسل الجزيرة عن قوات الدعم السريع قولها إنها تمكنت من صد هجوم للجيش السوداني المسنود بحركات مسلحة.
وقالت قوات الدعم السريع إنها رصدت انتهاكات من جانب ما سمتها "مليشيا البرهان" في مدينة الفاشر.
من جهتها، اتهمت سلطات شمال دارفور قوات الدعم بقطع الإمدادات عن الولاية، ووصفت أوضاع نحو 1.5 مليون نازح بالمأساوية.
وتحذّر عدة أطراف دولية منذ أسابيع من مخاطر الاشتباكات في الفاشر، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في إقليم دارفور بغرب السودان، التي لا تزال خاضعة لسيطرة الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على 4 من عواصم الولايات الخمس المشكِّلة للإقليم.
وكانت الفاشر مركزا رئيسيا لتوزيع الإغاثة والمساعدات إلى ولايات الإقليم، الأمر الذي دفع إلى تصاعد القلق الدولي بشأن مصير المدينة.
وأدت الحرب التي اندلعت في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 إلى مقتل الآلاف، بينهم نحو 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء بالأمم المتحدة.
كما دفعت الحرب البلاد، البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة، إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية، وتسبّبت في تشريد أكثر من 8.5 ملايين شخص، حسب الأمم المتحدة.