لا يختلف اثنان على أن الطبيعة البشرية تتجه نحو البقعة السوداء مهما كانت المساحات البيضاء من حولها واسعة، لكن هذا لا يعني أن ننكر وجود المساحات البيضاء وأن يتجه نظرنا للجزء الممتلئ من كوب هذه الحياة، فكما هناك أمور سلبية هناك إيجابيات وربما هي أكثر بكثير من السلبيات، ما يجعلنا بصورة عامة أن نركز رؤيتنا نحوها وحتى نفوسنا ونبتعد عن السوداوية التي باتت سمة الكثيرين للأسف!!.
لا ينكر احد أن الظروف التي نمر بها استثنائية في صعوبتها، وحساسية أحداثها، لكن يقابل ذلك حجم من الإنجازات الإيجابية من الظلم تجاهلها، وعدم وضعها تحت مجهر الاهتمام بل والتقدير والشكر لمن يقوم بها، فمن غير المعقول أن كل ما هو من حولنا سلبي، ومن غير المعقول بث الطاقة السلبية بشكل دائم ما يعطّل ويؤخّر من عجلة التقدم والسير نحو الأمام في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة.
بلدنا بفضل قيادته وتوجيهات جلالة الملك ومتابعته الشخصية لكافة تفاصيل التطوير والتحديث والتنمية يجعل من بلدنا بألف خير، نعم نحن بألف خير، ونسير نحو الأفضل بكافة المجالات، ولكل باحث عن البقعة السوداء إن وجدت لن تنال سوى تعبك في هذا الجهد الفقير بالأداء وبالنتائج، فالتقدم والتطور سمة أردنية حقيقية والأردن أيقونة تقدّم وسلام وأمن وحتى تحدّ بلا منازع.
حقق الأردن الكثير من التقدم بكافة المجالات الاقتصادية والسياسية والإدارية والاجتماعية، ورغم صغر مساحته الجغرافية، إلاّ أنه من أكبر دول العالم بحضوره في كافة المجالات، حضوره القوي المؤثّر المتمكّن، وليس حضورا هشّا، فهو الأردن وفخامة الاسم تكفي، وتجعل من كل من يشدّ مركب تقدمنا وسعينا لغد أفضل يبوء بالفشل، ويبقي السوداوية صفة لشخصه لا أكثر، فليس لقوى الشد العكسي اليوم أي تأثير، بل على العكس هم مرفوضون على الدوام، ما يفرض ضرورة عليهم أن يبحثوا عن الإيجابيات وهي كثيرة في وطننا، والتقدّم حاضر في مسيرة الأردن بقيادة جلالة الملك.
غريبون هؤلاء السوداويون الباحثون عن النصف الفارغ من كوب العطاء والتقدم، وكأنهم لا يعرفون من الحياة سوى هذا الجزء، لهم نقول نحن بألف خير، والأردن يحقق إنجازات وتقدما على كافة الأصعدة، ويقف بالمرصاد لكل من يتربص بأمنه وسلامة أراضيه، ويحقق إنجازات اقتصادية على مستوى دولي، ويستعد لإجراء الانتخابات النيابية في مرحلة التوت بها الأعناق، ويعيش العالم فترات ضبابية الواقع، وبالمقابل يقوم بدوره الإنساني والإغاثي والسياسي والدبلوماسي نحو أهلنا في غزة والضفة الغربية، فهو الأردن البلد المثالي بحرفيّة المعنى، بكافة تفاصيله ومساراته.
ربما غريب أن أكتب عن هذا الجانب، لكن تستوقفني سلبية البعض في الحديث عن السلبيات وابعاد أنظارهم عن الإيجابيات، فكما هناك بطالة على سبيل المثال هناك مئات المشاريع تشغّل المواطنين، وكما هناك عرقلة معاملة معينة هناك خطط حكومية ضخمة لتقديم أفضل الخدمات لمتلقيها، وكما هناك أزمة في الشارع هناك إجراءات عظيمة لتنظيم واقع الشوارع والنقل بشكل عام، وغيرها من التفاصيل الإيجابية التي توجد حلا لكل سلبية واشكالية، ويبقى الواقع يؤكد أننا بألف خير، وعلى السوداويين النظر لخير الوطن الذي يكبر يوما بعد يوم، ويزداد عظمة باستمرار.