زاد الاردن الاخباري -
بعد الإعلان رسميا عن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتحطم مروحيته فوق محافظة أذربيجان الشرقية، توفي معه وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، الذي وصفته وسائل إعلام إيرانية أنه "عميد الدبلوماسية الإيرانية".
وعبد اللهيان، دبلوماسي إيراني محافظ، رشّحه الرئيس إبراهيم رئيسي عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2021 لمنصب وزير الخارجية، وحظي بثقة البرلمان المحافظ، ويُعرف بقربه من المرشد الأعلى علي خامنئي وحركات المقاومة غرب آسيا، لا سيما حزب الله في لينان.
ولد عبد اللهيان عام 1964 في مدينة دامغان بمحافظة سمنان (شرق العاصمة الإيرانية طهران)، ونشأ في أسرة متديّنة، حيث تكفّلت والدته وأخوه الأكبر بإدارة العائلة بعد وفاة والده عندما كان في السادسة من عمره، وتزوّج عبد اللهيان عام 1994 وله ولد وبنت،
وتخرّج في كلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية، وتمّ تعيينه في السلك الدبلوماسي، حيث بدأ حياته المهنية نائبا للسفير الإيراني في بغداد بين عامي 1997 و2001.
وبعد عودته إلى إيران، تولّى منصب نائب الدائرة الأولى للشؤون الخليجية بوزارة الخارجية لمدة 3 أعوام، وعقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، عُيّن وكيلًا للمساعد الخاصّ لوزير الخارجية في الشؤون العراقية حتى عام 2006.
وخلال العام الأخير من مهمّته، عُيّن عضوًا في اللجنة الأمنية السياسية للمفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا).
في العام 2006، شغل منصب مساعد المدير العام لدائرة الشؤون الخليجية والشرق الأوسط، قبل أن يصبح في العام ذاته رئيسًا للجنة الخاصة بالشؤون العراقية حتى عام 2007.
في عام 2007، عُيّن سفيرًا في البحرين. ثم تولّى عام 2010 منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الخليجية والشرق الأوسط مجددًا، وجرت ترقيته في العام التالي إلى نائب وزير الخارجية لشؤون الدول العربية والإفريقية، وظل في هذا المنصب حتى عام 2016.
وعمل مساعدا خاصّا لرئيس البرلمان الإيراني، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2021 حيث تم تعيينه وزيرا للخارجية.
- مواقفه السياسية -
ويرتبط عبد اللهيان في علاقة وثيقة بالحرس الثوري وقادته، وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، الذي قضى في غارة أميركية على موكبه على طريق مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.
وهو على علاقة وثيقة مع حركات المقاومة الإسلامية المتحالفة مع طهران، بسبب المناصب الدبلوماسية التي أوكلت إليه في الشؤون العربية والشرق الأوسط، مما أدى إلى تكوين علاقات شخصية وطيدة مع قادة حركات المقاومة المناهضة لإسرائيل وبينها حزب الله، وعلى رأسهم حسن نصر الله.
وعقب عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) في السابع من تشرين الأول 2023، على مستوطنات غلاف غزة، أجرى عبد اللهيان جولة إقليمية شملت كلا من بغداد وبيروت ودمشق والدوحة، وتحدث لأول مرة عن احتمالات لما وصفه بالتحرك الوقائي من قبل "محور المقاومة لوضع حد لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة".
كما أن عبد اللهيان واصل المفاوضات التي كانت بدأت في الحكومة السابقة مع مجموعة "4+1" (فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا) بغية إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلا أن مساعي المفاوضات باءت بالفشل رغم أنها أوشكت على أن تحسم أكثر من مرة.
ولم يمنعه ذلك من المضي قدما في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأميركي، التي خلصت يوم العاشر من آب 2023 إلى صفقة أسفرت عن الإفراج عن 5 سجناء أميركيين لدى إيران، مقابل الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.
وإلى جانب اهتمامه الكبير بسياسة التوجه شرقا، التي توجت بتوقيع اتفاقيات استراتيجية بعيدة المدى بين طهران وكل من الصين وروسيا، وتمكنت دبلوماسيته في آذار 2023 من ردم الهوة في علاقات بلاده مع الرياض بعد قطيعة استمرت 7 سنوات.
- وفاته في تحطم طائرة -
في يوم الاثنين 20 أيار 2024 أعلنت إيران وفاة عبد اللهيان رفقة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين إثر تحطم الطائرة المروحية التي كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي البلاد.
وتحطمت المروحية في منطقة جلفا الجبلية الوعرة في اليوم السابق (الأحد 19 أيار 2024) وسط ظروف جوية صعبة خلال عودة الوفد من حفل حضره صباح اليوم نفسه مع نظيره الأذري إلهام علييف لتدشين سد مشترك على نهر آراس الحدودي بين البلدين.
وجاء الإعلان عن وفاة عبد اللهيان والرئيس الإيراني ومرافقيهما بعد عملية بحث صعبة دامت أكثر من 12 ساعة شاركت فيها عشرات فرق الإنقاذ وسط ضباب كثيف ورياح شديدة، حيث الآمال كانت قد تراجعت بالعثور على أحياء، إثر تمكن فرق الإنقاذ الراجلة من مشاهدة حطام المروحية والوصول إلى محيطها، إلى أن أكد محسن منصوري، مساعد رئيسي وفاتهم.