زاد الاردن الاخباري -
خاص- عندما تبحث عن "فرسان مالطا" عبر الانترنت تظهر لك عشرات النتائج التي تتحدث عنها فيذكر موقع "ويكيبيديا" المشهور، أن فرسان مالطا هي جماعة تقيم في الفاتيكان روما لها أعتراف إيطالي كدولة, 96 دولة أخرى منهم 6 دول عربية هي مصر,السودان, لبنان,الأردن,المغرب, موريتانيا.
نشاطها الأساسي "المعلن" يقوم على جمع التبرعات وإنفاقها على مساعدة الدول المضيفة لها ببرامج خدمية خيرية طبية بالإضافة إلى الهدف الأساسي ألا وهو حماية الحق المسيحي في الحج إلى القدس, لا تعترف الكيان الصهيوني بدولة فرسان مالطة وليس لها تمثيل دبلوماسى في الكيان الصهيوني.
و تمتلك هذه "الجمعية" حق التمثيل الدبلوماسي في الاردن فهي تتخذ من عمارة في شارع المدينة المنورة موقعا لها كأي سفارة عادية. و تُعامل على أساس انها دولة و هي في الواقع مجرد منظمة دولية او بحسب ما يقدمها سفيرها السابق لبناني الاصل الشيخ وليد الخازن على أنها جمعية خيرية و لا علاقة لها بالعمل السياسي ويقول السفير "ان منظمته ذات سيادة لكنها فقدت سيادتها على يد نابليون بونابرت سنة 1798 قبل ان يطرد الانجليز نابليون, لكن المنظمة لم تحصل على سيادتها حتى تدخل الفاتيكان ومنحها السيادة في روما باعطائنا مقرا هناك".
و يتقلد الشيخ الخازن لقب سفير مفوض و "فوق العادة" منذ بداية تأسيسها لينوبه فيما بعد سعادة السيد انتوني دو بونو كما هو مذكور على موقع وزارة الخارجية الاردنية مع العلم أن كلاهما غير مقيم في الاردن.
و في تصفح سريع لتاريخ الجمعية نجد أنها تشكلت في البداية كجمعية خيرية لإغاثة المرضى من الحجاج المسيحيين القادمين إلى القدس في القرن الحادي عشر قبيل غزوات الفرنجة، ولكن بسرعة بعد الاحتلال، تحولت الجماعة بقدرة قادر إلى قوة عسكرية مقاتلة، ومن ثم إلى جماعة أصولية منشقة عن منظمة فرسان المعبد التي كانوا جزءاً منها.
وبعد تحرير فلسطين وبقية بلاد الشام من الفرنجة في القرن الثالث عشر (عام 1291) انطلقت الجماعة إلى قبرص ثم إلى جزيرة رودس وواظبت على ممارسة القرصنة ضد سفن وسواحل العرب والمسلمين. وبقيت الجماعة هكذا حتى القرن السادس عشر عندما تولت جزيرة مالطا عام 1530، وهو الأمر الذي يفسر اكتسابها اسم فرسان مالطة المشتهرين بالإغارة على سواحل ليبيا وتونس.
وقد اعُترف بهم رسمياً من قبل الفاتيكان وبعض الدول الأوروبية لتكون نهايتهم على يد نابليون، زعيم فرنسا العلماني، في نهاية القرن الثامن عشر. وعندما هُزم نابليون، لم يتمكنوا من العودة إلى حكم مالطة، وانتقل مقرهم رسمياً، بصفتهم الخيرية، إلى الفاتيكان في الثلاثينات من القرن التاسع عشر، فترة الحركات الثورية في أوروبا.
و تحدث عنها الصحفي المصري المعروف محمد حسنين هيكل و أثار الانتباه لها عن طريق ربطها مع شركة "بلاك ووتر" للمرتزقة و التي تمتلك تاريخاً اسودا خاصة فيما يتعلق بملف الحرب العراقي كما ذُكر في كتاب الصحافي الامريكي جيرمي سكيل" بلاك ووتر".
فمن الواضح أن السجل التاريخي لهذه المنظمة يؤكد و يدل على أنها مارست العمل العسكري على مدى قرون و تتراوح مهمتها بين العمل الخيري و السياسي بحسب الظروف المحيطة تتمتع بدعم أوروبي واسع، تحمل أجندات سرية عقائدية، تتواجد حاليا في السودان و تيمور الشرقية التي تعاني من اضطرابات داخلية و أكد أكثر من مصدر أن فرسان مالطا مسؤولة عن دعم الحركات الانفصالية.
مما يفتح باب التساؤل عن حقيقة وجود هكذا منظمات بتاريخ مقلق على الاراضي العربية و منها الاردنية، هل هي كما تدعي مجرد جمعيات خيرية ام اكثر من ذلك؟