زاد الاردن الاخباري -
قال الخبير الاقتصادي خالد الدجاني ان مقابلة ولي العهد سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني مع قناة العربية حملت في طياتها مضامين وابعادا اقتصادية مهمة، مشيرا ان هذه المقابلة جاءت في وقت مفصلي حيث ركز سموه على ابعاد اقتصادية مهمة منها ما يتعلق بملفات الاستثمار والسياحة والدور المحوري الذي يقوم به الاردن في المنطقة في ظل اقليم ملتهب.
واضاف الدجاني ان ما شهدته المنطقة من حروب وصراعات اثرت على النشاط السياحي مشيرا ان قيام سموه بجولة بالطائرة على محمية غابات عجلون جرش لهو تأكيد على اهمية الاستفادة من المواقع السياحية والاثرية المنتشرة في ارجاء الوطن من شماله إلى جنوبه لما لذلك من دور في تحسين المستوى الاقتصادي في المحافظات وتوفير فرص عمل للشباب في قطاعات مختلفة، ومحاربة الفقر والبطالة وتشجيع الاستثمار المحلي وتوطينه والعمل على جذب استثمارات جديدة باعتبارها احد اهم ركائز نهوض المجتمع وتقدمه.
وشدد على ضرورة قيام الحكومة بترجمة مضامين المقابلة وذلك من خلال مؤشرات اداء واضحة مرتبطة بخطط وبرامج قابلة للتطبيق على ارض الواقع وبما يعود بالنفع والفائدة على الوطن والمواطن.
وقال ان الاردن خطى خطوات مهمة في مجال الإستثمار وذلك من خلال تحسين البيئة الاستثمارية، مشيرا ان على الحكومة العمل مع القطاع الخاص وذلك لتسهيل جلب الاستثمارات والعمل على تقديم مزيد من الحوافز للمستثمرين وبما يخدم العملية الاستثمارية ويودي إلى توطين الاستثمارات على المدى البعيد.
واضاف ان على الحكومة تخفيض نسب الضرائب والرسوم الجمركية وضريبة الدخل التي تفرض على بعض القطاعات وخاصة الموفرة لفرص عمل للشباب في المناطق النائية والاكثر فقرا وتقديم مزيد من التسهيلات للمستثمرين في المحافظات البعيدة عن العاصمة عمان سواء اكانت تسهيلات مادية او معنوية او اراضي مملوكة للدولة وذلك لغايات استغلالها وبما يعود بالنفع والفائدة على الوطن والمواطن وبما ينعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني وعجلة التنمية.
بدوره قال الخبير الاقتصادي حسام عايش ان مقابلة ولي العهد تمثل النموذج في التفكير والاداء وتوقع النتائج وفي البناء عليها وفي توصيف الكيفية التي تدار بها العملية الاقتصادية والسياسية والثقافية في الاردن وبالتالي فان ولي العهد كمن وضع قواعد ومعايير لاليات العمل التي يفترض ان تتوفر من أجل أداء اقتصادي يعطي النتائج ويوصف الحقائق ويبني الاستراتيجيات وبالتالي يحدد الاهداف والية تحقيقها.
واضاف ان المضامين التي تحدث بها ولي العهد توكد عن معرفة عميقة لسموه وادراك واسع لما يدور في المنطقة الإقليم وتفاصيل عن ربط للقضايا بما يودي إلى نتائج جديدة كما ان احاطت سموه بتفاصيل المشهد المحلي والدولي وتجلى ذلك بحديث سموه عن الاوضاع الاقتصادية ما يعني اننا نحتاج إلى جهود كبيرة للارتقاء بالعملية الإقتصادية في درجاتها المختلفة من استثمار وسياحة والترويج السياحي وتكنولوجيا المعلومات حيث اشار سموه إلى البنية التحتية المتطورة مسوقا الاردن لجهة بيئة الاعمال والشركات الريادية والتكنولوجية بما يوحي انه يستقطب الشباب للانخراط في عملية اقتصادية اوسع وأكبر مدى.
ولفت عايش ان سموه تطرق إلى جذب الاستثمارات وهذا يحتاج إلى مراجعة للاليات التي يتم بها القيام بذلك لمعرفة احتياجاتنا الاستثمارية التي يفترض ان تكون ضمن اولويات التحديث الاقتصادي.
واشار سموه إلى تغير ثقافة العيب في سوق العمل وهو امر يدركة كل من يلاحظ ان الشباب الاردني اصبح يتقبل العمل في اي قطاع بخلاف السابق وما لذلك من دور في معالجة البطالة والفقر.
وقال ان سموه تحدث عن دور السياحة في الناتج المحلي الاجمالي ما يوحي ان هذا القطاع يعد رافدا ورافعا مهما للاقتصاد الوطني وتحسين ايرادات السياحة وما يتمتع به الاردن من امكانيات سياحية وافرة وهو ما يتطلب استثمارها بطرق جديدة ومتطوره تاخذ بعين الاعتبار على مستوى الإقليم والعالم، وكون ان الاردن لديه ما يتميز به على المستوى العالمي في هذا المجال، بالإضافة إلى فتح أسواق تصديرية جديدة بما يودي إلى تقليل عجز الميزان التجاري وتحسين الاحتياطي من العملات الأجنبية مع كل ما يشهده الاردن من استقرار مالي.
واضاف عايش ان سموه تطرق إلى موضوع اللجوء السوري وما قدمه الاردن إلى اللاجئين السوريين وغيرهم عبر سنوات مضت، وان ما يقدمه الاردن يعبر عن نهج الاردن وقيمه وهو موروث ونهج هاشمي.
ولفت عايش إلى تراجع التزامات المجتمع الدولي فيما يتعلق بخطة الاستجابة للازمة السورية وانه خلال العام الماضي لم تزد هذه الالتزامات عن 30% من خطة الاستجابة للازمة السورية والتي تزيد عن 2.3 مليار سنويا، وبالتالي فنحن نتحدث عن تراجع كبير في الالتزامات الدولية رغم ان ذلك لم يدفع الاردن إلى التنصل من استضافة السوريين وتقديم الخدمات المختلفة لهم، وان ذلك رتب مزيد من الكلف على الاردن والاردنيين نتيجة تراجع حجم الدعم المالي المقدم للاردن.
ولفت ان الأردن تاثر نتيجة الحرب على غزة ونتيجة الحرب الروسية الاوكرانية وتداعيات كورونا وما بعدها وارتفاع الأسعار والتضخم، مشيرا ان الاردن استمر باستضافة اللاجئين وتقديم الخدمات لهم والانفاق على احتياجاتهم، من صحة وتعليم وغذاء وتأمين فرص عمل لهم ، وانه برغم تراجع حجم الدعم المقدم الا ان ذلك لم يمنع الاردن من مواصلة تقديم خدماته للاجئين السوريين وغيرهم من جنسيات مختلفة أخرى.
ولفت ان الاردن لديه رسالة وتلعب دورا محوريا في المنطقة، وان الاردن لديه مقومات تدعم العروبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وانها الاقرب إلى فلسطين وغيرها من دول الجوار وان مواقف الاردن اتجاه القضية الفلسطينية لهو تأكيد على الحالة التي تعبر عن الاردن باعتبارها احد اهم الرسائل التي تحدث بها جلالة الملك في مختلف المحافل الدولية.