زاد الاردن الاخباري -
تبحث وزارة الصحة إنشاء جامعة طبية خاصة لتوفير اطباء مؤهلين لسد النقص وتوفير اختصاصات جديدة ولاستيعاب الاعداد الكبيرة من الطلبة الذين لا تتوفر لهم فرص الالتحاق في الجامعات الأردنية الرسمية لمحدودية المقاعد ويتوجهون لدراسة الطب بالخارج والكلفة المادية الكبيرة المترتبة على ذلك.
وكشفت دراسة قدمتها جامعة العلوم التطبيقية ومستشفى ابن الهيثم الى وزارة التعليم العالي العام الماضي مرفقة بطلب يسمح لهما باستحداث كلية لتدريس الطب، ان (5000) طالب اردني يدرسون الطب البشري والاسنان والصيدلة خارج الاردن يستنزفون عملة صعبة تزيد عن (85) مليون دولار سنويا.
ووفق نائب رئيس مجلس امناء الجامعة الدكتور هيثم ابو خديجة فان الدراسة اظهرت ان اكثر الدول استقطابا للطلبة الاردنيين لدراسة الطب في الخارج هي مصر حيث يدرس فيها (3300) طالب وطالبة منهم (1700) طالب يدرسون الطب يليها سوريا يدرس فيها (500) طالب ثم اوكرانيا يدرس فيها (2900) طالب اردني منهم (200) يدرسون تخصصي الطب والصيدلة ثم روسيا وبها (1200) طالب نصفهم اي 50% يدرسون الطب البشري.
وقال ان انشاء جامعة للطب تتبع للقطاع الخاص وفق اسس ومعايير ورقابة كاملة من وزارة التعليم العالي سيوقف هدر ما بين (85-90) مليون دينار سنويا ينفقها طلبتنا على دراستهم لهذه التخصصات بالخارج.
وبين ان الدراسة التي اجريت من قبل مكتب متخصص لصالح الجامعة قدرت قيمة المنافع التي سوف تعود على قطاع التعليم بهذا المجال بنحو (150) مليون دولاء سنويا منها (50) مليونا يدفعها طلبة اردنيون يدرسون الطب داخل بلدهم بدل سفرهم للخارج لعدم تمكنهم من الحصول على مقعد في الجامعات الرسمية التي تحتكر هذا التخصص والبقية من قبل ابناء الجاليات العربية الذين اظهرت الدراسة تفضيلهم لدراسة الطب بالاردن لما يتمتع به هذا التخصص من قوة ومستوى عال رفيع.
وكان وزير الصحة الدكتور عبداللطيف وريكات فتح الباب للقطاع الخاص لبحث هذا المشروع وقال في تصريحات سابقة ان الوزارة تسعى لضم جميع طلبتها لدراسة الطب بالاردن بدل البحث والالتحاق بجامعات خارج المملكة وأن إنشاء جامعة طب خاصة يسهم في دعم القطاع الطبي الخاص الذي ينعكس إيجابا على دعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة أعداد المرضى الراغبين في العلاج في المملكة وتوفير فرص عمل لمزيد من الأطباء والفنيين والعاملين في مختلف المهن المساندة المرتبطة بالطب.
كما حذر وزير التعليم العالي السابق الدكتور وجيه عويس غداة بدء العام الدراسي الجامعي الجاري من الوصول الى مستوى البطالة في صفوف الطلبة المقبولين في التخصصات الطبية مؤكدا أن الاردن يستقبل سنويا ما بين( 1000- 1200) طالب سنويا يتخرجون من جامعات اردنية وغير اردنية.
وطالب بوضع اطار يحل مشكلة تخصص الطب بالجامعات الرسمية خاصة أن هناك اقبالا كبيرا من قبل الطلبة عليه الامر الذي جعل الوزارة تفكر باستثناء التخصصات الطبية من قائمة القبول الموحد.
وكشف في حينة ان مؤسسة واحدة تقدمت بطلب انشاء جامعة طبية خاصة مشيرا الى أن 50% من خريجي جامعتي الاردنية والعلوم والتكنولوجيا يتسربون للعمل في الخارج .
وبلغ عدد طلبة الثانوية العامة الذين حصلوا على معدلات فوق (90) بالمائة للدورة الصيفية الماضية (2900) طالب ابدى ما نسبتة 65% منهم رغبة بدراسة الطب البشري وطب الاسنان وتخصصات طبيب صيدلي فيما تستوعب الجامعات الرسمية الاربع التي تدرس الطب بين (300-400) طالب فقط.
ويرى مدير عام مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي الدكتور زياد الناصر ان الصحة والتعليم الطبي يجب ان يكونا غير ربحيين وان يكونا خدميين تماما.
وقال «لا بد من ان تخضع كليات الطب لدى القطاع الخاص الى معايير وزارة التعليم العالي وان تكون مخرجات هذه الكليات تحت نظر وسمع الوزارة».
ولم يخف الدكتور الناصر الطلب الشديد على الالتحاق بكليات الطب ودراسته محليا وقال ان الذين لا يقبلون من طلبتنا يذهبون خارج الاردن لدراسة الطب في حين يجب استيعاب هؤلاء الطلبة للدراسة ببلدهم بزياده عدد مقاعد كليات الطب محذرا من بطالة قد تطال خريجي الطب مستقبلا مشابهة للبطالة التي طالت زهاء 90% من الممرضين الذكور الدارسين في جامعات القطاعين العام والخاص في الوقت الجاري وكشف ان هناك نقصا حادا في الاطباء وتحديدا لبعض الاختصاصات مثل التشريح.
واكد ان دراسة الطب في الخارج مكلفة جدا وان لا شيء اصبح يعطى بالمجان وقال ان هذه التخصصات تعمل على اخراج العملة الصعبة بالملايين الى الخارج فيما استحداث كليات للطب يحد من هروب العملة والطلبة معا.
وقال ان لدى القطاع الخاص اطباء ومحاضرين يصنفون ضمن اعلى المستويات العلمية يستطيعون رفد كليات الطب في القطاع الخاص بعلمهم وخبرتهم وان على القطاع الخاص الاستفادة من خبرات كليات طلب الجامعات الرسمية التي حققت نجاحات كبيرة بسبب ايفادها خريجيها المتفوقين لاستكمال دراستهم بالخارج مثل (امريكا وبريطانيا واستراليا) الامر الذي يستطيع هؤلاء ان يساهموا بتدريس طلبة الطب الجدد.
وكشف ان 90% من المحاضرين في كليات الطب ويساعدون في تدريس الطلبة بجامعة العلوم والتكنولوجيا موفدين من قبل الجامعة.
وطالب نقيب الاطباء الدكتور احمد العرموطي بدراسة حاجة السوق اذا كان بحاجة الى اطباء وهل من الممكن استيعابهم قبل الاقدام على هذه الخطوة.
وطالب بتحديد ضوابط معينة تضمن مستوى جيد لمخرجات هذه الكليات لتحضير كفاءات طبية ترفد السوق المحلي اوالعربي .
وحذر العرموطي من تحول هذه الكليات لتصبح تجارية ربحية رافضا تحولها الى هذا المسار حتى لو استقطبت هذه الكليات طلبة غير اردنيين من الخارج .
وقال ان دراسة الطب لها شروط ومحاذير عديدة وتراخيص طويلة ويمكن دراستها بتان وبنظرة ايجابية للخروج بقرار (...) وكشف ان لدى القطاع الخاص مستشفيات معتمدة لتدريب بعض التخصصات وليس جميعها.
فيما اكد نقيب الاطباء السابق الدكتور زهير ابو فارس انه مع توجه انشاء كليات للطب في القطاع الخاص ضمن معايير ومواصفات وتعليمات واشراف وزارة التعليم العالي.
ويرى ابو فارس ان الحاجة ماسة لتوسيع دراسة الطب في الاردن بدل تحويل الاف الطلبة الى الخارج ،وكشف عن نقص حاد بالاطباء وحاجة القطاع الطبي برمتة الذي اخذ بالاتساع الى رفده بالاطباء وباستمرار.
واستند ابوفارس الى دراسة كانت نقابة الاطباء حصلت عليها تشير انه بعد العام 2012 سيبدا عدد الاطباء بالانخفاض وقدر هذا النقص بحدود (3500) بين اختصاصي وعام.
وقال ان الطلب على الاطباء الاردنيين للعمل بالخارج لا يزال مرتفعا الامر الذي معه بدا القطاع الطبي يشهد شحا شديدا في بعض الاختصاصات مقابل فتح باب السياحة العلاجية لاستقبال الاف المرضى ومن جميع الجنسيات للعلاج بالاردن.
وقال «امام جميع هذه التوقعات والحقائق لا بد من التفكير باستحداث مزيد من كليات الطب منوها ان القطاع الطبي الخاص خرج من رحم العام واصبح رائدا في تقديم الخدمات الطبية المتقدمة ولدية امكانيات هائلة من حيث الكوادر والمؤهلات والتجهيزات».
واوصت دراسة جامعة العلوم التطبيقية حيوية انشاء كليات طب خاصة نظراً للحاجة لمثل هكذا كليات لمعالجة النقص في عدد الاطباء الاردنيين العاملين في الاردن ولمواكبة تطور الخدمات الصحية في كافة القطاعات وبعد تحول الأردن الى مركز اقليمي ودولي للسياحة الطبية العلاجية ، مما يجعل الحاجة الى الاطباء مسالة ملحة بشكل مستمر.