«الهجوم الإسرائيلي على رفح لا يعتبر تجاوزا للخط الأحمر والإسرائيليون أكدوا أن عملياتهم محدودة، وان الغارة الإسرائيلية في رفح أدت إلى مقتل عشرات من الأبرياء بينهم أطفال والصور مفجعة.... على إسرائيل اتخاذ كل التدابير لحماية الأبرياء» هذا رد البيت الابيض على مجزرة خيام اللاجئين في رفح يوم الاحد الماضي، والتي تبعتها مجازر وضربات أخرى اودت بحياة الكثيرين، والأنكى من ذلك الذي جاء على لسان رئيس حكومة العدو الصهيوني انها مؤلمة وان التحقيق قال بأن الحريق في تجمع الخيام هذه جاء لأن الجيش الصهيوامريكي ضرب مخزن سلاح للمقاومة الفلسطينية هناك!.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن متى بنظر الادارة الامريكية الحالية يتجاوز العدو الصهيوني الخط الاحمر، وعند اي رقم من الضحايا والجرحى يجب عليه ان يتوقف عن الإبادة الجماعية التي يمارسها هذا الجيش النازي في قطاع غزة؟...ام ان العداد مفتوح لحين ظهور نتائج الانتخابات الامريكية التي تأتي هذه المرة ملطخة بدم الاطفال والنساء الابرياء في القطاع، وتسير على جثث الشهداء كأن شيئا لم يكن؟!.
منذ هذه المجزرة حرقا بالنار التي نُفذت في غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالقرب من مخازن للأونروا وفي مكان ادعى جيش الاحتلال الصهيوني انها آمنة، وهي مكتظة بخيم النازحين، وللآن لم تتوقف آلة الإجرام الصهيوامريكية عن ضرب هذه المدينة الصغيرة التي لم تعد بنيتها التحتية الصحية قابلة للتعامل في ظل أعداد الجرحى والشهداء الذين يسقطون بالعشرات عند كل ضربة جوية.
وبالامس يصدر جيش العدو الصهيوني ان عملياته العسكرية في القطاع مستمرة سبعة أشهر أخرى ولن تتوقف لحين القضاء على المقاومة الفلسطينية بغض النظر عن اي شيء اخر، بمعنى ان صفقة الرهائن كما يسميها هذا النازي إنما هي لعب بالوقت، فهو يدرك تماما قوة اللوبي الصهيوني في أمريكا وتأثيرها على نتائج الانتخابات هناك، حتى ان مرشحي الرئاسة الامريكية يتنافسان في شراء ود الصهاينة للفوز برئاسة الولايات المتحدة الامريكية على حساب دماء الفلسطيني.
تحركات وإدانات عالمية تجاوزت حدود المنطقة على ما حدث ويحدث في القطاع وخاصة في مدينة رفح الصغيرة، وعلى ان هناك ابادة وحشية تمارس فيه دون رادع، حتى ان بعض قادة العالم تسأل إلى متى السكوت عن الامر والى متى الإذعان للرغبة الصهيو امريكية في إتمام هذه المقتلة التي لم يمر لها مثيل في التاريخ الحديث.
عدا عن ذلك السكوت وكما يُقال بالعامية «الطبطبة» على العدو الصهيوني وانكار اي قرار سواء لمحكمة العدل الدولية أو الجنائية الدولية التي اتت احكامهما بما يتوافق ولو جزئيا مع مظلمة الشعب الفلسطيني ولتلقي واشنطن وتل ابيب بابشع العبارات على من اتخذ هذا القرار سواءا بالادانة أو توقيف مسؤولين صهاينة لتورطهم بأعمال ابادة جماعية.
القطاع الآن وحتى في الضفة الغربية والممارسات فيها والتي لا تقل وحشية عما هي عليه في «غزة» تحتاج إلى وقفة عالمية ضد التعنت الصهيوامريكي، فقد بلغ السيل الزُبا، ويجب ليس فقط وقف توريد الاسلحة الغربية إلى دولة الكيان المزعومة بل والوقوف ضدها.
كشفت المقتلة في فلسطين عن وجوه مدعي حقوق الانسان والحريات والعيش بكرامة، ولا شيء ظهر سوى وجه عُشاق الدماء والغربان التي تقتات على جيف الموتى لتعيش، فليثبت العالم اجمع انه ليس اسطورة «دراكولا» ولا غربانا تبحث عن جثث، وليقف في وجه هذا الظلم الذي تقشعر له الجلود وتنفطر القلوب لبشاعة ممارسات العالم الحديث المتطور.