قبل سنوات تم استدعائي للمقابلة في ديوان الخدمة المدنية لغايات الامتحان التنافس للوظيفة وكوني لا اعرف عمان جيدا فقد اعتمدت على سؤال الماره عن مكان الديوان والحقيقة انني وكل ما سئلت احد أجابني عن المكان وعندما اذهب اكتشف انه ليس هناك وبقيت ساعات عديده عرضة لتقاذف الماره حتى فات الوقت وانتهت المقابله وذهبت الوظيفة وعدت الى البيت حزينا وغاضبا ليس من أجل الوظيفة فقط وانما لفقدان المصداقية التي باتت مصيبتنا الكبرى عندها تحدثت الى صديقي الدكتور عاطف الشواشره دكتور علم النفس التربوي عن هذه الظاهره السيئة لشارعنا العربي فقال لي وهو يضحك ان الأمر اخطر من ذلك بكثير ثم دعاني لعمل تجربة بطريقة اسلوب البحث العلمي في تقصي الحقائق من خلال المقابلة مع عينات عشوائية للمجتمع واخترنا كلمة ليس لها أصل في القاموس العربي انها كلمة سلت ( س ل ت ) وسألنا هذه العينه كلا حسب تخصصة وأذكر ان اول مقابلة كانت مع سائق تكسي فقلت له يا أخي نريد ان نشتري سياره نوع سلت هل تنصحنا بها فقال لنا وبلغة الواثق ان هذه السيارة غير فعالة وقطع الغيار غير متوفره كونها من الصناعة الروسية ثم اتحفنا بمعلومة قيمة ان ابن خالتة قد اقتناء هذه السياره لمدة سنة واحدة فقط وعندما باعها فقدت نصف ثمنها فنظرت الى صديقي الدكتور وانا في غاية الضحك فشر البلية ما يضحك ثم دخلنا الى استوديوا تصوير وسئلنا صاحب المحل عن كاميرات تصوير نوع سلت فقال لنا صاحب المحل لقد جربت هذه الكاميرات واكتشفت ان صورها غير واضحة وغير دقيقة وفي الطريق قابلنا اخ مصري الجنسية وسئلناه عن السلت فقال لنا وبالهجة المصرية دا السلت نبتة بتعيش في مصر وعلى ضفاف نهر النيل وبنطعمها للقاموسة دي القاموسة الي نعطيعها السلت تسمن وتتربرب ويكثر حليبها ثم تكرر السؤال على عينات كثيره والحقيقة المخجلة لم يخبرنا احد انه لايعرف ثم انني وبنوع من السخرية والتهكم سألت احدهم عن شارع الشهيد نزار البطوش وهو اسمي فقال لي بلغة العارفين انه خلف الدوار الرابع رغم ان ديننا الحنيف يقول من قال لا اعلم فقد افتى .
بأختصار هذه هي مصيبة الشارع العربي الكل يتكلم والكل يفتي بما يعنة وما لا يعنية اذا تحدثت مع بائع البقالة عن السياسة العالمية نصب من نفسة خبيارا سياسيا ظليع وبدا يرسم لك سياسات العالم ويتنبىء لك بحروب المستقبل ويرسم لك استراتيجيات الاقتصاد الحر كل هذا لا تجده الا في الشارع العربي فقط ففي اوروبا مثلا اذا سئلت احد في السياسة فانة يقول لك انني ليس سياسي فا للسياسة رجالها ونحن من اخترناهم ليمثلونا نعم هم اختاروا من يمثلهم بكل نزاهة وديموقراطية اما نحن العرب فلم نختر شيئا الكل مفروض علينا النائب اخترناه بدافع عشائري او أقليمي ضيق ورئيس البلدية كذلك حتى زوجتنا فرضت علينا بدافع العادات والتقاليد وجيرننا مفروضونا علينا بدافع الاوضاع المادية واصدقائنا ايضا وهذا ما يجعلنا جوعا للحديث بكل شي ودون هواده فرحم الله سيدنا عمر عندما سئل اصحابه عن احد الناس فقام احدهم وقال انه خيرة الخيره يا أمير المؤمين فقال الفاروق ارفقتة في سفر فقال لا فقال ابينك وبينة مال ( اي تجاره ) فقال لا فقال لا تهرف بما لا تعرف فلنتقي الله بما نقول ولنتذكر قوله ( ما يلفظ من قول الا وعلية رقيبا عتيد صدق الله العظيم )