"قال غافيلك فأجاب ببيان ... صاحيلك" هذا هو حال حكومة الحرب الاسرائيلية مع كتائب المقاومة الفلسطينية، مع ان الكل يعلم بأن قرار إنهاء الحرب قد اتخذ سياسيا لدواعي انتخابية تطلبها الانتخابات الأمريكية خصوصا فى الولايات المتأرجحة، كما الانتخابات الايرانية التى راحت لتزج بورقة احمدي نجاد ليكون مرشحا للانتخابات الرئاسية، وهذا ما يعني توسيع مساحة الحرب من البوابه السوريه وليس اللبنانية كما كان متصور وكلا العاملين يعتبران من العوامل الضاغطة الرئيسيه، هذا إضافة لعامل محكمة العدل الدولية و دومينو الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهي جميعها تعتبر عوامل ضاغطة لإنهاء مسرح العمليات الميدانية.
إضافة لمسألة تمثلها مسالة خسائر القوات الاسرائيلية فى ميادين المعارك الشمالية باتجاه كريات شمونة والجنوبية فى خاصرة غزة بكل ميادينها فى جباليا كما فى رفح، هذا إضافة للمسألة الإنسانية التي تعتبر الورقة الضاغطة الرئيسية لوقف الحرب كونها الورقة المؤيدة بنصره شعبيه ودبلوماسية حتى يتنسى للقوافل الإغاثية الدخول لقطاع غزة بكل انسيابية، وهي الورقة التي حدد مداها الأردن لتكون فى يوم الحادي عشر من الشهر الحالي موعد انعقاد مؤتمر البحر الميت للإغاثة، وأخذ الأردن ومعه دول الاعتدال العربي يحث الجميع لضرورة وقف التصعيد من على ارضية "بيان بايدن" لوقف الحرب من أجل كبح جماح استخدام العنف وإعطاء فرصة أمام العمل الدبلوماسي والأروقة السياسية للوصول إلى صيغة تسوية تنهي هذا الملف المستعصي.
وعلى الرغم أن ميزان الأمور لا تصب تجاه تل أبيب بالصيغة الدبلوماسية عندما خسرت الكثير من مناصريها، فكان ان راحت المعادلة الميدانية لتزج بفرقتين لرفح لحسم المعركة عسكريا متجاوزة بذلك الخط الاحمر للبنتاغون من أجل السيطرة العسكرية على كامل قطاع غزة، بما في ذلك الخط الحدودي المصري الإسرائيلي لمفاوضة مصر لاحقا على مناطق ج في سيناء مقابل اعتراف مصري بحدود جوار إسرائيل من غزة، وهو ما جعل من تل ابيب تماطل ببيان "الالتزام بوقف الحرب من باب عودة الأمور الى ما كانت عليه والالتزام بعدم العودة للحرب بعد الهدنة".
هذا ما جعل من غزة تبقى في حالة الاشتباك القائمة بسبب حالة التصعيد الإسرائيلي ميدانيا إضافة لعدم وجود التزام واضح من قبل الادارة الامريكية تضمن التوقف عن إطلاق النار بضمانة عدم عودة تل ابيب للحرب من جديد، لكن المقاومة راحت لتؤكد شديد احترامها لبيان بايدن للسلام لكنها تتطلع لاقران هذا البيان بعظيم أفعال تبين جدية ما يقال لاسيما وان الادارة الامريكية كانت منحازة للطرف الإسرائيلي منذ بداية المعركة وتريد تغيير منزله حالها "من طرف منحاز على طرف حاكم بمرجعية ضامن".
وهذا ما يتطلب من الإدارة الأمريكية اتخاذ خطوات ميدانية تلزم القوات الإسرائيلية الانسحاب على أقل تقدير من محور فيلادلفيا في البداية ومن نتساريم الذي يشكل الشارع الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه أمام القيادة العضوية الاردنيه والمصريه لفلسطين و القيام بجملة البيان الميدانية والتي تتضمن تشكيل الجمله السياسية الفلسطينية الوحدوية بإطار حكومة توافق فلسطينية وإدخال الجميع في إطار منظمة التحرير حتى تقوم المنظمة بدورها فى القطاع ضمن جمل توافق، وجعل القيادة المصرية تفتح معبر رفح بين الجانبين المصري والفلسطيني ليس المصري الإسرائيلي، وتسهيل الإجراءات أمام قوافل الإغاثة الدولية للوصول الى كامل القطاع وذلك بانسحاب القوات الإسرائيلية من نتساريم لإنجاح مؤتمر البحر الميت بمساعية الدولية الإنسانية والسياسية.
لا سيما وأن هذه المعطيات جميعها تأتي في ظل درجة انعدام الثقة بين حكومة الحرب وكتائب المقاومة، الأمر الذي يتطلب اتخاذ خطوات ملموسة عبر القيام بوقف حملات التصعيد التي يقوم بها الوزير سمور ترش وبن غفير وغالانت وهم جميعهم وزراء فى حكومة التطرف الاسرائيلية لكون تصريحاتهم تأجج المناخ العام ولا تعمل على تهدئته.
وهذا ما يتطلب من الولايات المتحدة التدخل بشكل حازم لإعلان موافقة إسرائيل عن بيان بايدن للحل من دون مواربة ووقف حملات التصعيد العسكري، كما قام الأردن بدوره بهذا المجال مع دول الاعتدال العربي بالتدخل لكي يتوافق الجميع حول "بيان بايدن للتسوية" حتى لا تبقى الامور تدور بدائرة مفرغة في ظل اشتداد المعارك الدائرة بالقطاع والتى لن تنتصر فيها اسرائيل حكما بفرض حلول عسكرية كما لن تنهزم فصائل المقاومه ولن تحقق هذه المعارك إنجاز سياسي من دون طاولة تفاوضية هذا ما يقوله الأردن وهذا ما يحب بيانه بشكل واضح من واشنطن حتى لا تصبح مبادرة بايدن غطاء على المجازر التي ترتكب برفح وكامل القطاع لإعادة احتلال قطاع غزة، فإن بيان بايدن بحاجة ليقرن بقرار واضح وضامن ينهي حالة الحرب الدائرة ويجدف بأكثر قوة مع الأردن للوصول بالجميع إلى شاطئ السلام.