نفرٌ مثبورٌ من أبناء العروبة، يتبعون أعداء العروبة، فينسخون نَسْخاً كربونياً، ويكررون الشتائم العنصرية القبيحة الموجهة إلى قومهم العرب.
لا يشتم نفسه وقومَه، من فيه وعي وعقل وكرامة !!
ينطلق الفرس من عقدة ووهم التفوق، وهي في حقيقتها، عقدة النقص الفارسية تجاه العرب الذين هدموا الإمبراطورية الساسانية الكبرى.
شاعر الفرس الأكبر أبو القاسم الفردوسي يشتم العرب في «الشاهنامة»، فيَظهر كمٌ مهولٌ من العداء والحقد والكراهية للعرب.
ومن الأشعار العدائية التي تطفح بالكراهية ضدنا، ما أورده الفردوسي من أبيات تقول: «العرب شُرّاب بول البعير، أكَلَة الضَّب، بَلَغَ بهم الأمرُ أن يطمعوا في تاجِ المُلك، تبَّاً لك أيها الزمن، وسحقاً».
أما اليهود فهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار الذين سيحكمون الناس أجمعين، حيث يتهافت الآخرون -الغوييم-، لخدمتهم وتقبيل أقدامهم !! كما أن دماء غير اليهود على اليهود حلال. ويرون ان «الأغيار هم الأشرار». والشعار الذي ينشأ فتيتُهم عليه ويتردد في كتبهم وأدبهم ومدارسهم هو: «الموت للعرب» !! وهو ما ينفذه الكيان الإسرائيلي الآن على شكل جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
أمّا اللسانيون اللقاقون، أبطال الكنبة، ملتهمو البشار النهمون، مقاتلو الفيسبوك الخارقون ...
كلما اجترح مقاتلو الأقصى والقدس، مأثرة وفعلاً مقاوماً بطولياً، سارعوا إلى التصرف كأنهم من اجترح البطولة.
مقاتلو الكنبة يحولون البطولة ضد العدو الصهيوني، إلى بطولة ضد الأمة العربية العظيمة، لشتمها وتحقيرها وتصغيرها، والانتقاص من تضحياتها التي لم تنقطع.
إنها الأمة العظيمة التي أنجبت أبطال طوفان الأقصى ومعارك باب الواد واللطرون وتل الذخيرة والكرامة وقلعة شقيف والعبور العظيم واقتحام خط بارليف !!
الأمة التي أنجبت خضر شكري أبو درويش ابن معان الغالية، الذي طلب من رفاقه في سلاح المدفعية الثقيلة ان يقصفوا موقعه الذي تجمع فيه الجنود والضباط والدبابات الإسرائيلية.
وهي الأمة العظيمة التي أنجبت جول جمال ضابط البحرية السوري المسيحي، الذي تُدرَّس قصة مهاجمته البارجة الحربية الفرنسية جان بارت، اثناء العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، في المناهج المدرسية المصرية.