زاد الاردن الاخباري -
كتب الصحفي فارس الحباشنة - تريثت في الرد على رد أمانة عمان وشركة رؤية "الذراع الاستثماري" للأمانة، وذلك بخصوص منشوري السابق، "حقائق صادمة" حول أبراج عبدون، ومشروع السوسنة السوداء العقاري، والشركة السويسرية التي تم الاتفاق معها.
قرأت وسمعت ردين اثنين من أمانة عمان، وكنت أتوقع أن أسمع وأقرأ ردًا منطقيًا ومهنيًا واحترافيًا. وصراحة، ما دفعني وحفزني مهنيًا وأخلاقيًا على الرد هو عندما استمعت إلى حديث إذاعي مطول للمدير التنفيذي لشركة رؤية عمان على إذاعة محلية.
ووصف مدير عام الشركة ما ورد في مقالي ومنشوري حول أبراج عمان "حقائق صادمة" بأنه معلومات مغلوطة!
أظن أنه من حقي أن أرد، وأرد على رد مدير شركة رؤية عمان. أما المذيع، مقدم البرنامج، فأنا شخصيًا أتجنب المواجهة مع زملاء في المهنة، وأترفع عن الرد. هنا ليس هذا معرض الحديث عن المهنية ومعايير وأصول العمل الإعلامي.
في منشوري السابق، لم آتِ بحرف أو كلمة واحدة من رأسي أو خيالي، وكل ما نشر من معلومات موثقة، ومذيلة بمصادر وروابط رقمية لمواقع الشركة السويسرية.
وفيما جاء في رد المهندس مصطفى أبوغوش في الحديث الإذاعي، قال إنه لا يمكن للسفيرة السويسرية أن تحضر دون أن تكون تعلم بهذه الشركة وتعرفها. وكأن حضور السفيرة ضمانة كافية لإنجاز المشروع، ويغني عن الملاءة المالية وسيرة الشركة العقارية ومشاريعها وسجل إنجازاتها!
ومن باب العبرة والعظة، لنتذكر مشروع (لمتلس) في وادي عبدون، والذي باركه رئيس حكومة سابق ووزراء سابقين!
وقال أبوغوش: إن أصحاب الشركة السويسرية يعرفون وزراء ومسؤولين كبار في الأردن، وحتى أكثر منه. فعلاً، كلام يضحك ويدمي القلوب ويخلع نيع العقول. شبكة "علاقات عامة" أصبحت في نظر شركة رؤية عمان هي الضمانة والكفالة والملاءة المالية لشركة سويسرية مجهولة الأصل والفصل.
يا أبوغوش، نحن في دولة عمرها مئة عام، ودولة ليست طارئة على الخريطة. دولة أبنائها ومؤسساتها علموا دول الإقليم ماذا تعني الإدارة؟ ومهندسوها شيدوا وبنوا أعظم مشاريع في الإقليم.
يخرج علينا مسؤول في أمانة عمان، ويقول إن أصحاب الشركة "يعرفون وزراء ومسؤولين أكثر مني". جملة بحد ذاتها أكبر استخفاف بعقول الأردنيين ومقدرات وأصول البلد!
وفي حديث أبوغوش بخصوص الشركة، وأنا لا أعرفه شخصيًا، مبني على افتراضات مطلقة وتخمينات مفتوحة: ما سيكون وما سوف يحدث، وسوف نتأكد ونضمن. طيب، يا أبوغوش، لماذا لم تتأكد من قبل؟ ولماذا لا تكون مستعدًا وجاهزًا لمعرفة حقيقة الشركة منذ اللقاء أو الاجتماع الأول؟ وكان لديك وقت كاف وسنوات، كما ذكرت في الحديث الإذاعي.
أن تطلب كل الوثائق والبيانات والأصول، وتضمن حقوق الأمانة، والتي هي في الأول والأخير مقدرات الوطن والدولة.
اسمح لي يا "أبوغوش" أن أطرح سؤالاً سريعًا: هل المستثمر السويسري قام بتسديد ثمن الأرض كاملاً قبل توقيع العقد؟ وما سمته الأمانة في الرد المكتوب اتفاقًا إطاريًا. أود أن أبلغك إن كنت لا تعلم يا مهندس، أن أمين عمان كان قد أبلغ في اجتماع أعضاء مجلس أمانة عمان بأنه ينتظر تسديد مبلغ ثمن الأرض للسير في إجراءات توقيع الاتفاقية.
في الحديث الإذاعي كنت أتوقع أن يسألك المذيع المحترم عن "الكلب"، وما هو منشور بالصور على موقع الشركة الإلكتروني، ويشير إلى أن "الكلب" ضمن فريق عمل الشركة. لا أدري لماذا تجاهل المذيع طرح هذا السؤال. علمًا أنه صحفي، وهو سؤال الموسم والحلقة، وسؤال الإثارة والدهشة، والموضوع.
أضيف إلى ذلك يا صديقي، وأنا لا أرغب أن أكتب في صيغة التحدي، ولكني مجبر، فاعذرني أرجوك! لماذا أزالت الشركة السويسرية مشروع "Golden Sunset" في دولة البرتغال من موقعها الإلكتروني بعد نشري أن هذا المشروع لا يوجد على أرض الواقع؟ والمفاجأة الكبرى، قبل قليل، وأنا أكتب هذه السطور، أن الشركة حذفت اليوم كل محتوى موقعها الإلكتروني الذي يظهر به صورة الكلب والمشاريع الهوائية. الموقع الآن "تحت الصيانة".
لحسن حظي وحظ الأردنيين أن "العم جوجل" يوجد له ذاكرة، وذاكرة صادقة. سوف أرفق صور المشروع قبل وبعد الحذف، كما نشرت على موقع الشركة السويسرية الإلكتروني.
مع العلم أن مشروع "Golden Sunset" لا يوجد أصلاً على أرض الواقع. أليس هذا كافيًا لاندفاع شكوكنا أكثر في هذه الشركة؟
في الحديث الإذاعي المطول، وكنت مرغمًا على إكمال سماعه، استوقفتني حديث المذيع عن خبرات ومؤهلات "المهندس أبوغوش"، وحديثك أنت عن نفسك. لم أجد في سيرتك سوى أنك مهندس معماري بالتخطيط الحضري، وكان يعمل في شركة هندسية كبرى. لم أجد أنك كنت يومًا تعمل في مجال التسويق والتطوير والاستثمار العقاري، أو حتى أنك متخصص بالعقود الاستثمارية العقارية الكبرى. من هنا لا أستغرب هذا الرد الركيك وغير المهني، والذي لا يمت للاحترافية بصلة تذكر.
من البداية، كتبت لأمين عمان عن حقائق أبراج عبدون و"الشركة السويسرية" من باب الواجب والنصح والتحذير. أكرر هنا، وهذا ليس آخر، وللحديث بقية. ما سوف أختم به، نصيحة إضافية لأبوغوش وأمين عمان: الأردنيون على درجة من الوعي والذكاء، فلا أحاديث استعراضية وردود ضحلة سوف تدخل عقولهم. كل من يفكر في العبث بمقدرات الوطن، فالكل له بالمرصاد.