زاد الاردن الاخباري -
صدر حديثًا عن دار البديل للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمَّان كتاب "ثقافة حقوق الإنسان في الإعلام الإلكتروني" لمؤلفه أ. صباح محمد طعمة من العراق، وهو مُستقاة من رسالته للماجستير في الإعلام للعام الجامعي 2022-2023 تحت عنوان (اتجاهات النخب العراقية نحو دور الإعلام الإلكتروني في نشر ثقافة حقوق الإنسان) من جامعة الجنان في لبنان ونال على إثرها درجة الامتياز، وذلك بإشراف الدكتورة بتول السيد مصطفى من البحرين التي تولت التقديم للكتاب، معتبرةً إياه مرجعًا علميًا مفيدًا للباحثين والإعلاميين والناشطين والمعنيين بحقلي الإعلام الإلكتروني وحقوق الإنسان.
وقد تناول الكتاب في مباحثه النظرية موضوعات عدة، مثل "التعريف بالإعلام الإلكتروني وواقعه في العراق"، وقد تفرعت عنه مطالب ثلاثة هي: مفهوم الإعلام الإلكتروني ونشأته، خصائص الإعلام الإلكتروني ومزاياه، وواقع الإعلام الإلكتروني في العراق. وتضمن المبحث الثاني الذي جاء بعنوان "واقع حقوق الإنسان وثقافتها في العراق" المطالب التالية: التعريف بحقوق الإنسان وخصائصها، واقع حقوق الإنسان في العراق، وثقافة حقوق الإنسان ووسائل نشرها في العراق. أما المبحث الثالث بعنوان "دور النخب العراقية والإعلام الإلكتروني في نشر ثقافة حقوق الإنسان" فتضمن مطالب ثلاثة هي: الاهتمام الإعلامي بقضايا حقوق الإنسان في العراق، النخب العراقية ودورها في نشر ثقافة حقوق الإنسان، ودور الإعلام الإلكتروني في نشر ثقافة حقوق الإنسان في العراق.
كما تضمن الكتاب إطارًا تطبيقيًا انطوى على مسح شمل عينة من النخب العراقية المُكونة من سياسيين وحقوقيين وإعلاميين وبرلمانيين وأكاديميين وقانونيين، وذلك استناداً إلى نظريتي المجال العام والاعتماد على وسائل الإعلام. وكان من أبرز نتائج المسح - كما رأى غالبية أفراد العينة - أنّ أهم أهداف طرح ومعالجة الإعلام الإلكتروني لقضايا حقوق الإنسان يتمثل في الإعلام عبر عرض المعلومات والحقائق، وأكدوا أنّ أبرز معوقات نشر ثقافة حقوق الإنسان عبر الإعلام الإلكتروني تتمثل في النظام السلطوي. وقد كانت اتجاهات الغالبية إيجابيةً نحو التأثيرات المعرفية والوجدانية والسلوكية المُترتبة على التعرض للإعلام الإلكتروني لمتابعة قضايا حقوق الإنسان.
إلى ذلك، أكد أ. صباح في مؤلفه أن الإعلام الإلكتروني يُعد من أهم وسائل التأثير في الرأي العام عبر نشر المعرفة وتشكيل الاتجاهات وتكوين المواقف تجاه الموضوعات الجدلية في المجتمعات المعاصرة، ومن أبرزها قضايا حقوق الإنسان. وقد ترتب على تدفق الكم الهائل من المعلومات التي يُوفرها الإعلام عن حقوق الإنسان تأثيرات تطال الجمهور من مختلف الجوانب المعرفية والوجدانية والسلوكية، ما وضعه أمام تحديات جمة في هذا المجال، نظرًا لحساسيته، لاسيما في الدول ذات النظام السلطوي أو المجتمعات غير الديمقراطية، إذْ أنّ التعاطي الإعلامي مع هذه القضايا وطبيعة معالجته إياها مرهونٌ بمساحة الحرية المُتوفرة في ظل النظام السياسي القائم.
وأضاف أ. صباح إنّ النهوض بواقع حقوق الإنسان وحرياته الأساسية خاصة في ظل تعدد الأزمات وعدم الاستقرار في عالم اليوم أصبح من أبرز القضايا المطروحة على المستوى الدولي ومؤشرًا حيويًا على تقدّم الدول وتطور المجتمعات. وعليه، ثمّة جهود مستمرة لتحسين هذا الواقع عبر آليات عدة، منها السعي إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان باعتبارها جوهر الحياة الديمقراطية في أي مجتمع. وتُعد وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها إحدى السبل المساعدة على تحقيق ذلك، لاسيما الإعلام الإلكتروني نتيجة لما يُميزه من خصائص يتفوق بها على الإعلام التقليدي أبرزها الحرية والتفاعلية وغيرها.
ولكون العراق من الدول التي يُتداول اسمها أخيرًا في العديد من القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، وذلك على افتراض إنّها تشهد مرحلة من التحول الديمقراطي. ونظرًا للجدل المُثار حول واقع حقوق الإنسان في العراق وتناوله إعلاميًا عبر مختلف الوسائل سلبًا أو إيجابًا، ارتأى أ.صباح أهمية تسليط الضوء على دور الإعلام الإلكتروني في نشر ثقافة حقوق الإنسان انطلاقًا من اتجاهات عينة من النخب العراقية نحو ذلك، باعتبارها قضايا يُعنى بها النخب بدرجة أولى، على الرغم من تأثيراتها على عامة الجمهور بطبيعة الحال.
وفي الختام، قال أ. صباح "حينما يكون الجهد مميزاً والعطاء فعالاً تسمو النفوس إلى مرفأ الإبداع وترتقي منارة التميز، عندما يكون للشكر معنى وللثناء فائدة فليرعى الله خطاك وليبارك مسعاك بالأجر والثواب، ولذلك أتقدم بخالص شكري وتقديري العالي إلى أستاذتي ومعلمتي الدكتورة المشرفة بتول السيد مصطفى، نظراً لأنكِ عظيمة فإن عبارات الشكر والتقدير تتوارى منكِ خجلاً. كما يدعوني واجب الوفاء والعرفان أن أشكر عميد كلية الإعلام في جامعة الجنان آنذاك وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا حاليًا الدكتورة العزيزة آمنة المير".