نحو 9.5 مليون حبة مخدرة و143 كغم من مادة الحشيش المخدرة، أرقام خطيرة، وكميات ضخمة، أخذت من الأردن معبرا لتصل بها إلى إحدى دول الجوار، لكنها فشلت فيما تسعى اليه، فهو الأردن بأجهزته الأمنية والعسكرية الذي يقف بالمرصاد يحمي أراضيه ومواطنيه، ودول الإقليم، يمنع انتشار هذه الآفة الخطيرة على مستوى إقليمي وليس فقط على أراضيه.
هو عمل بطولي، شهده الأردن أمس، حيث أحبطت إدارة مكافحة المخدرات تهريب كمية ضخمة من المخدرات كانت في طريقها إلى إحدى دول الجوار، وألقت القبض على أفراد عصابتين مرتبطتين بشبكات إقليمية لتهريب المخدرات، والإطاحة بأفراد العصابتين .
وتمكنت إدارة مكافحة المخدرات من تفكيك خيوط عمل العصابتين بعد جهود استخباراتية وعملياتية بُذلت على مدار شهرين متواصلين من العمل والتحقيق، لمتابعة المشتبه بهم وكشف أنشطتهم الإجرامية داخل المملكة وارتباطهم بالشبكات الإقليمية لتهريب المخدرات والأذرع التابعة لها.
هو عمل بطولي بحرفيّة التفاصيل، فقد واجه نشامى إدارة مكافحة المخدرات عصابتين مرتبطتين بشبكات إقليمية لتهريب المخدرات، وفي احباطهما عملية متقدّمة جدا على كافة المستويات الأمنية والمواجهة والمكافحة والجهود الاستخبارية والعملياتية، وبنجاح بل وتفوّق استثنائي، وتأكيد على أن مهارات الأجهزة الأردنية المختصة بهذا الشأن متقدّمة جدا، وهامة وتعدّ من أقوى وأكثر الأجهزة احترافية على مستوى إقليمي وحتى عالمي، وهذه العملية التي أعلن عن تفاصيلها أمس تحكي عن هذه القدرة المتميزة والهامة.
هي رسالة أمنية عسكرية أردنية واضحة، بالمضي في سبيل الدفاع عن أمن وحماية حدود الوطن والوقوف في وجه عصابات الشر والإجرام وشبكات تهريب المخدرات الإقليمية، والتي تحاول استغلال الأوضاع الأمنيّة لاستهداف الأردن ودول الجوار، في سعي إجرامي لإغراق المنطقة بالمخدرات بقصد الكسب غير المشرع والإضرار بأمن المجتمعات واستقرارها، لن تغمض عين الأجهزة الأمنية والعسكرية عن كل هذه الجرائم، ولن تغفل عنهم لحظة، فهي اليقظة التي لن تتوقف وستواصل بتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي والأجهزة الأمنية، وبتكتيك وترتيب الأدوار والمهام للتصدي لهذه الحرب ومواجهتها بقوة لن يتمكن منها مجرمو التهريب.
مهمّة ليس سهلة، لكنها ليست صعبة بالمطلق على أجهزتنا الأمنية والعسكرية، يستمرون بها للتصدي لأشكال التهديد كافة وضرب أوكار عصابات المخدرات وشبكات التهريب الإجرامية بقوة والتي تحاول المساس بأمن الأردن والمنطقة، وما جريمة الأمس إلاّ مثال على أن الأراضي الأردنية ستكون سدا منيعا أمام المهربين وعصابات المخدرات وشبكات التهريب الإجرامية، فهو الصوت الأردني الذي يعلو دوما بأن الأردن عصي على هذه العصابات وعلى المهربين، ونشامى الأجهزة الأمنية والعسكرية، عيونهم لا تنام بل لا تعرف النوم في سعي دائم لحماية الوطن والمنطقة، فطالما خاض الأردن حروبا لمواجهة التهريب والمخدرات دفاعا عن أراضيه وعن دول المنطقة.
نحو 9.5 مليون حبة مخدرة و143 كغم، هذه الأرقام الخطيرة والضخمة، بطولة نشامى الأجهزة الأمنية والعسكرية تجعلها صفرا في الخطر، والكسب غير المشروع، صفرا في نشر الدمار والهلاك، صفرا في المساس بأمن وصحة المواطنين في الدولة المستهدفة، صفرا في استغلال ظروف المنطقة لارتكاب هذه الجريمة، نعم البطولات الأردنية جعلتها صفرا .