زاد الاردن الاخباري -
خاص- "الهروب من حفر الشوارع" و "القفز فوق المطبات" هي أكثر الرياضات ممارسةً في مدينة عمان, وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته إحدى صفحات الفيسبوك.
و هذا أمرٌ غير مستغرب, فالعمّاني عند خروجه من المنزل عليه أن يواجه المئات من الحفر و مناهل الصرف الصحي و المطبات العشوائية, و أعمال الصيانة التي لا تنتهي, و تمديد شبكات الماء و الكهرباء, و الحفريات التي ترافقها, و "الترقيع" الذي يتبعها.
أما الشوارع الرئيسية و الأعمال الإنشائية التي تجري فيها, فحدّث و لا حرج, فلو تناسينا المدة الزمنية "الخيالية" التي تحتاجها هذه المشاريع, فإن اللافت هو عدم التزام المقاولين بقواعد السلامة المرورية, و تعدّيهم على ما تبقى من الطرق, ما يؤدي إلى مزيد من الازدحام المروري, و ما يترتب على ذلك من حوادث.
و لو انتقلنا للحديث عن الأرصفة, فأرصفة الشوارع الفرعية لا تكاد تتسع لأشجار النخيل و الزيتون و السرو, أما أرصفة الشوارع الرئيسية فهي مليئة بالبسطات و معروضات المحال التجارية, فلا هذه و لا تلك أصبحت صالحة للهدف الذي وجدت من أجله, و هو راحة المشاة و حمايتهم.
أما جسور و أنفاق المشاة, فباتت أكثر خطورة من الشوارع نفسها, فأصبح من الطبيعي أن تكون مليئة بالنفايات و خاصة عبوات المشروبات الكحولية الفارغة, و أصبحت هذه المرافق الخدمية مكاناً لتجمّع "الزعران" خاصة في فصل الشتاء. كما أن عددها في الشارع الواحد لا تتناسب مع طول الشارع, ما يجعل الناس يفضّلون المجازفة و قطع الشارع بالرغم من المخاطر الكبيرة التي قد يتعرّضون و يعرّضون السائقين لها, فأمست شوارع عمّان ببساطة "الداخل مفقود و الخارج مولود".
و الآن مع دخول فصل الشتاء, و ظروف الطقس الغير اعتيادية من مطر و ضباب و رياح و تجمعات المياه, فإن مخاطر السواقة سوف تزداد, و تزداد معها حوادث فقدان السيطرة على السيارة و التدهور نتيجة الانزلاقات. و لربما ستضاف رياضة "السباحة في الشوارع " إلى الرياضات الأكثر ممارسة في عمان!