الكاتب: الدكتور احمد الحايك - عضو المكتب السياسي لحزب الوفاء الوطني الأردني : خمس وعشرون عاما قد مضت مسطرة بماء من الذهب ، خمس وعشرون عاما من التاريخ الحافل بالانجاز والامجاد على خطى الاباء والاجداد، خمس وعشرون عاما يا سيدي مضت من عمركم المديد في خدمة الوطن كلمح البصر. واجهتم من خلالها الكثير من التحديات والصعوبات ولكنكم بقيتم وبقي الوطن صامدا لما تمتلكون من رؤى ثاقبة وحكيمة في قراءة المشهد من حولنا، حيث بقيتم وبقي الأردن ثابتا في مبادئه الراسخة التي ورثتموها عن ابائكم واجدادكم من الهاشميين الغر الميامين، لقد استطعتم يا سيدي خلال هذه الحقبة من حكمكم وعمركم المديد ان تنهضوا بالوطن رغم شح وقلة الامكانيات. واستطعتم بحنكتكم السياسية ان تضعوا الاردن بين مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة. يعحز اللسان يا مولاي بما تجود به قرائحنا من الشعر والنثر، عن ذكر امجادكم وانجازاتكم، وتتحطم كل الاقلام امام عطائكم وتضحياتكم من اجل رفعة هذا الوطن وشعبه، فكنتم دائما ولا زلتم القريبين من نبض وهموم ابناء هذا الوطن، وعلى تماس دائم بهم تتلمسون همومهم ومشاكلهم وحاجاتهم رغم كثرة مشاغلكم، ولم تتخلوا يوما عن قضايا وهموم امتكم وعلى رأسها القضية الفلسطينية فكنتم دائما السباقون للوقوف معهم منذ عهد الآباء والاجداد، لقد حباكم الله يا سيدي بان تنالوا شرف الوصاية على المسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، فكنتم الامينين المخلصين الوفيين لهذه الوصية، وكنتم خير مغيث لغزة وفلسطين واهلها. كل كلمات الفخر والاعتزاز يا مولاي لا تفي باعطائكم حقكم على ما بذلتموه في سبيل هذا الوطن ورفعته، فأنتم يا سيدي فخر الأردن ومجده، وذخرا لشعبكم الوفي، وضامنا لعزة الوطن واستقراره. فعزة هذا الوطن وشموخه من عزتكم وشموخكم، حاش لله يا مولاي ان تنحني هاماتنا لغير الله وحده ما دمت فينا، فانت عز الأمة وفخرها . ورمز السيادة والاستقرار، وعنوان الوحدة والبناء. انتم يا سيدي من حملتم على عاتقكم نهج الاصلاح السياسي والاقتصادي والصحة والتعليم، انتم من تبنيتم رسالة عمان التي اثريت البشرية بها، وحملت في عبقها روح التسامح بين الاديان، لقد كنتم ولا زلتم يا سيدي بوصلة هذا الوطن وامله في كل مناحيه السياسية والاقتصادية، وتجسد ذلك من خلال رؤية التحديث السياسي والاقتصادي ووضع خارطة طريق لحل المشاكل الاقتصادية، وجلب الاستثمار، باعتبارها الحل الامثل لحل المشكلات الاقتصادية والرافعة الاساسية في المساهمة بحل هذه المشكلات، لقد عززتم ورسختم الحياة الديموقراطية خلال هذه السنين من مسيرتكم الطويلة المباركة، وحكمكم الميمون. وتجلى ذلك بدعمكم للاحزاب والعمل الحزبي حيث سعيتم بان تتحول الحكومات الى حكومات برلمانية حزبية قادرة على التعاطي مع هموم ومشاكل الوطن والمواطن، حيث تسعون ومنذ تسلمكم لسلطاتكم الدستورية لوضع الأردن في مصاف الدول المتقدمة التي تتغنى بالديموقراطية . يكفينا فخرا اننا ننعم بحمى الهاشميين ونستظل بخيمتهم حيث ننعم بنعم الامن والاستقرار التي يفتقدها الكثير من شعوب العالم. اننا يا سيدي ومنذ نعومة اظافرنا اذ نشأنا وترعرعنا على حب الهاشميين والولاء لهم، لنجدد البيعة بولائنا لجلالتكم، ومعاهدين الله ان نكون الوفيين المخلصين لعرشكم السامي ولقيادتكم الرشيدة. وكل عام وقائد مسيرة النهضة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والأسرة الهاشمية وشعبنا العظيم بألف خير.