أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. ارتفاع قليل على الحرارة الولايات المتحدة تعرب عن "قلقها" جراء الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت لإصابتها برهاب الموز .. وزيرة سويدية تدفع مسؤولين لإخلاء الغرف من الفاكهة الدفاع المدني ينقذ كلباً عالقاً في منهل بالمفرق الاحتلال يقتحم مدينة الخليل وقرية برام الله الملك يفتتح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة الاثنين نشأت أكرم: المنتخب الأردني سيّر المباراة وتحكم فيها حسان يحيي نشامى الأردن ويشكر العراقيين الدويري يوضح كيف توسع التوغل البري الإسرائيلي بلبنان وأهدافه ولي العهد ينشر صورة للأميرة إيمان .. وهذا ما قاله جولة جديدة من الحرب التجارية على الأبواب .. زر التشغيل بيد ترامب السلامي: نقطة ثمينة من منافس مباشر وتبديل موسى مخطط له سميرات : موقع وتطيبق للترويج لمنتجات سيدات المجتمع المحلي جعجع يدعو حزب الله إلى إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع "إسرائيل" السلامي: النقطة مهمة وخروج التعمري مخطط له الجهاد الإسلامي: استشهاد ثلة من أبناء الحركة في دمشق هجوم بمسيرة قرب حيفا .. إصابة إسرائيليين إثر فشل محاولات الاعتراض (شاهد) قصف إسرائيلي على ريف حمص الخارجية الأميركية: لم نر جرائم حرب أو إبادة في غزة رايتس ووتش تتهم أوروبا بإهمال معالجة الإرث الاستعماري في أفريقيا
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام سوريا .. لا تعرقنوها

سوريا .. لا تعرقنوها

13-11-2011 01:17 PM

قبول سوريا الرسمية بمبادرة الجامعة العربية والتي تتلخص بسحب المظاهر العسكرية المسلحة من الشارع وعدم إطلاق النار لقتل المتظاهرين السلميين ، وقع على مسامعنا بالبهجة والإرتياح آملين أن تنزاح هذه الغُمّة عن شعب شقيق نحبه ونتمنى له الخير وندعو له أن يحقق أهدافه التي ينشدها.
كُثر هم من توقع عدم التزام النظام بهذه المبادرة وهو ما حصل بالفعل وربما ازدادت وتيرة القتل دون مبالاة برأي الشعب وبالرأي العام العالمي الذي يعد الأنفاس على النظام والكل يطالب رأسه بالتنحي. وما زال النظام يكابر ويتمادى بقتل الأبرياء مدعيا أن من يقوم بالقتل هم عصابات تأتمر بإمرة من يحيكون "المؤامرة". وبالرغم مما نشاهده من قتل وإذلال يريد النظام وإعلامه أن يوصل لنا صورة عكسية، فهو دائم التكذيب التام لوسائل الإعلام العربية والعالميةـــ مع قناعتنا بوجود بعض المبالغة أحيانا من بعض الجهات الإعلامية المغرضةـــ لما تنقله عما يجري في معظم أنحاء سوريا. ما يهمنا هو الشعب فالشعوب باقية بقاء الحياة أما الأنظمة فتتغير.
هناك أصوات من المعارضة السورية وغير السورية تطالب بتدويل القضية وتسليمها لجهات لا تتمنى لنا الخير بل تتعامل معنا كجسر للوصول لما تريد تحقيقه من توفير الأمن والأمان للإبنة المدللة إسرائيل التي يجب على العالم كله ألا يعكر صفوها وجعلها القوة الوحيدة المهيمنة والضاربة في المنطقة.على هؤلاء أن يعلموا أن هذا المطلب كمن يدس السّم في الدّسم نتلذذ به عند أكله ونحصد نتائج سمّه لاحقا. ونذكّر هنا بما جرى في إفغانستان والعراق وليبيا بسبب أمريكا وبحثها عن "الحرية". ألم نتعلم الدروس من هؤلاء وما يجري بدولهم من قتل وتشريد وتدمير للبنى التحتية وزيادة لعدد الأيتام والأرامل؟ والأدهى أن "رُسُل الرحمة" هؤلاء لسان حالهم يقول الحقوا بركب تلك الدول كي نخلصكم من طغاتكم.
وها نحن نرى العرب تهرول باتجاه تحقيق أهداف الغرب بحجة الحفاظ على الشعب السوري دون قراءة للتاريخ الذي نعيشه ونراه. وإني لأرى التاريخ خجول من صفحات تُكتب عن أمة كالمِحْقان يستقبل ما يُصَب فيه دون عناء.
يبدو أن الحصار أحد الخيارات المطروحة لإماتة الشعب السوري ببطئ ولإطالة عمر النظام بالوقت نفسه. هل ياترى الحصار سيؤثر على حياة النظام ويردعه عن فعل ما يفعله بشعبه؟ هل سيتاثر النظام عندما يرتفع سعر السكر والأرز والطحين وما شابه ذلك ويقلق بكيفية تغطية التزاماته نحو من يعيلهم؟ أم أن الشعب هو الذي سيدفع ثمن الحصار وسيذوق المعاناة بألوانها الأساسية والمشتقة كما ذاقها العراقيون؟ ألم نأخذ العبرة بعد؟
وزراء الخارجية المهرولون نحو الحصار لا يضعوا بحسبانهم مصائر الشعوب لأنهم لو حصل لدولهم حصار فلن يتأثروا به كونهم جزء من النظام الحاكم وفاقد الشئ لا يعطيه. بل ما يتأثروا به الضغط الأمريكي والعالمي والذي أصبح مسؤولية على كاهلهم من واجبهم احترامها توارثوها ولا يستطيعوا الخلاص منها وإن حاولوا فلا بد من دفع ثمن باهظ يتمثل بالإنصياع لرغبة أمريكا وتنفيذ وتسهيل وتمويل ما يحقق أهدافها أينما وجدت.
فجامعتنا العربية لا نتوقع منها خيرا فهي التي عودتنا أن تكون شكل بلا مضمون وهي التي وافقت على غزو العراق واحتلاله وهي التي طلبت من حلف الأطلسي ليغزو ليبيا وهي التي لم تتحدث مع حسني مبارك المتهالك عندما أغلق منافذ مصر مع غزة وساهم بزيادة خنق أهلها ومصر رئة غزة التي تستمد منها أنفاسها. والجامعة هي التي تتجاهل الصومال وشعبه يموت كالحشرات.
فأي خير يرتجى من الجامعة العربية وهي بيت الأنظمة العربية وليس كما يشاع "بيت العرب" فهي بيت العرب عندما تستشعر مطالب الشعوب وتعمل علي تحقيقها وليس استشعار رغبات الأنظمة التي تكبح وتقمع شعوبها.
بحكم الجوار لسوريا والعلاقات الأسرية بين الشعبين والمصاهرة والإمتدادات العشائرية ، سيكون الأردن أكثر المتاثرين سلبا بما سيفرزه الحصار. وقد مررنا بتجربة مماثلة مع الأخوة العراقيين انعكست على معيشتنا حتى الساعة حيث الأسعار ارتفعت صاروخيا والعقارات أصبحت بمقدور فئة محدودة و نسبة العنوسة ومعدلها ارتفعا. وإن تكررت الصورة لا سمح الله في الحالة السورية مضافة لواقعنا الداخلي القلق فستكون الطامة لا قدر الله.
فالحذر، الحذر !! وليَتم التفكير بحلول أخرى تجنبنا وتُجنب شعبنا الشقيق تبعات الحصار، كأن يتم إقناع النظام بالخروج من المشهد بصورة تحفظ ماء وجهه ومن ثم يتولى السوريون أمرهم ويختاروا قيادتهم بمساعدة عربية صادقة. أماالتسويف وإعطاء المهلة تلو الأخرى لإطالة عمر النظام لتعطيه الفرصة لالتقاط أنفاسه لخلق الذرائع وتزيين الحجج لتبرير ممارساته فهذا بالتأكيد استخفاف بالعقل العربي وأن الساسة ما زالوا يعتمدون على الصورة النمطية التي شكلوها أو شكلت لهم عن شعوبهم.
فلا تعرقنوا سوريا ، ولا تذيقوا شعبها ما ذاقه الشعب العراقي من تشرذم ، وتشريد وتقاتل يسوسه حزب خرج من رحم إيران وينفذ سياساتها التي تقطّع العراق وشعبه لإضعافه وسلخه عن محيطه العربي لتجسّر لتصدير ثورتها لتنخر ثوابتنا العربية والقومية والدينية كما ينخر السوس سيقان الشجر.
حمى الله الأمة والغيارى على الأمة . والله من وراء القصد.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع