زاد الاردن الاخباري -
خاص- ما تزال الحياة الجامعية في الاردن تعاني من انتقادات شعبية واسعة تمثل أهمها بالرقابة الامنية المفروضة على الطلاب و منعهم من أي دور في الحياة السياسية او الحزبية في الجامعات.
و في تأكيد منهم لرفضهم مماطلة الحكومة باتخاذ اي خطوات جدية في إصلاح التعليم العالي قام تجمع الطلبة الاحرار بإصدار بيان وصلنا نسخة منه تحدثوا و بشكل واضح عن إسهام الحكومة في توفير بيئة غير صالحة للطالب حتى يتحمل تبعات المسؤولية الوطنية خاصة في ظل ما يشهده الشعب الاردني من "ربيع عربي" و إبعاد الطالب عن المشاركة في هذه الاحداث.
كما تحدثوا عن التشريعات و القوانين التي ساهمت و بشكل كبير في تعزيز العشائرية و الفردية الامر الذي انعكس سلباً على التعليم حيث شهدت الكثير من الجامعات مشاجرات عشائرية ضخمة معظمها كان لسبب تافه!
تالياً نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
لا زالت جامعاتنا تعاني من معوقات عديدة تحول بينها وبين الحياة الجامعية الهانئة التي تضمن لطلابها جواً مريحا ملؤه الديمقراطية والحرية، كما أنها لا زالت عاجزة عن توفير تلك البيئة الصالحة لإنتاج جيل قادر على تحمل تبعات المسؤولية الوطنية التي تفرضها المرحلة الراهنة والصعبة التي يمر بها العالم العربي بشكل عام والأردن بشكل خاص.
إن جامعاتنا ما زالت مرهونة بقرارها لعقلية رجعية تقدم الهاجس الأمني على كل معيار مما ينذر باستمرار بناء الحياة الجامعية على ركائز الخوف والوصاية على الطلبة من قبل تلك الإدارات التي لا نراها قد استوعبت وفهمت أولويات المرحلة الحرجة، وهو ما نلحظه جلياً في العديد من الساحات الجامعية التي نشاهد فيها تعطيلا للإرادة الطلابية وتميزا بين طلبتها تبعاً لإنتمائهم الفكري والسياسي.
وللأسف لم يلحظ الطلبة ولا المراقبون بصيص أمل أو انفراج وتوجه نحو الديمقراطية في الجامعات الأردنية رغم كل الوعود التي سمعها القاصي والداني والقرارات التي صدرت من أعلى مستويات القرار في الدولة والتي توصي برفع كل القيود التي تكبل الحريات الطلابية داخل الجامعات و تأمر بوقف فوري للتدخل الأمني في الإرادة الطلابية .
إن القيود التي تكبّل الإرادة الطلابية لاتتوقف عند التدخل الأمنيّ فقط ، فالتدخل الأمني ليس هو العامل الوحيد الذي يساهم في سلم الحياة الطلابية بريقها و عنفوانها ، بل هنالك العديد من العوامل الأخرى التي تسهم في هذا السجن الحقوقيّ وسارت بالحركة الطلابية للوراء أميالاً , ونعتقد أن من أهمها بعض التشريعات و القوانين الناظمة للحياة الطلابية و التي لا يكمن ان تعد إلا نوعاً من أنواع الحظر على الحياة الديموقراطية في الجامعات الأردنية.
إننا نؤكد أن هذه التشريعات ساهمت بشكل كبير في تقويض إرادة الطلبة ، وفي تهميش ثقافتهم ، كيف لا ؟ وهذه التشريعات وضعت خصيصاً لقتل الحياة السياسية و الحزبية داخل الجامعات ممّا جعل طلبتنا بعيدين كل البعد عن الهمّ الوطنيّ الذي يجب أن يكون لهم الدور الأبرز في حمله و خدمته.
إننا نطالب الجهات المعنيّة بالنظر بعين الوطن إلى ما آلت إليه جامعاتنا بسبب تلك التشريعات التي عززت الفئويّة و الإقليميّة على حساب الوطن ، ما جعل الحياة الجامعيّة خاضعة للمحاصصة العشائرية و الإقليمية بصورة فظيعة ، و كانت أحد أبرز الأسباب لاستفشاء ظاهرة العنف الجامعيّ التي أصبحت خطراً يهدد المستوى الحضاريّ للجامعات الأردنيّة أمام العالم .
لقد آن الأوان لأن نمنح الطلبة مناخاً ديموقراطياً يمكنهم من التعبير عن رأيهم بحرية دون قيود ، ومن ثم اختيار من يمثلهم و يدافع عن حقوقهم بصورة حضاريّة ، على أن يكون هذا الاختيار مبني على أسس فكرية وبرامجية . و بهذه الصورة فقط نساهم في الارتقاء بالمستوى الثقافي و الحضاري للطلبة ، حتى يكونوا صالحين لخدمة هذا الوطن وتطوره ، ولن تكون الحياة الجامعية كذلك إلا بتغيير التشريعات الناظمة للحياة الطلابية ، و قوانين انتخاب اتحادات الطلبة بشكل خاص .
أننا نؤكد أنه لم يعد هناك وقت للتسويف و المماطلة لتأخير إنشاء الحياة الجامعية على أسس الحرية و الديموقراطية والمساواة ، لأن المرحلة القادمة التي سيمر بها وطننا تتطلب دوراً أكبر للشباب الواعي و المنتمي حقاً ، وليس أدل على ذلك من التعديلات الدستورية الأخيرة و التي خفضت سن الترشح لمجلس النوّاب إلى سن 25 سنة ، مما يحتم بما لا يدع مجالاً للشك بأن الجامعات هي من سيتولى بناء الشخصية السياسية و الديموقراطية للشاب النائب و الذي سيمثل الأردنيين في السلطة التشريعية وهذا الأمر يلقي على كاهل الجامعات عبئاً ثقيلاً لا يحتمل التأخير . فلتبدأ إدارات الجامعات بإعادة النظر بالتشريعات و الأنظمة التي تتعلق بتوفير الجو الديموقراطي في انتخابات الاتحادات الطلابية وتطويرها إلى مستوى يليق بجامعات يجب أن تكون مصنع لقادة المستقبل.
إننا نحمل الإدارات الجامعية المسئولية التاريخية أمام هذا الوطن ، مطالبين أن يكونوا على قدر تلك المسئولية ، و على قدر تلك المرحلة التي جعلتهم مسئولين عن هذه الكتلة البشرية الكبيرة و التي من المفترض أن تكون مستودعاً للطاقات المثقفة و الواعية لتستطيع حمل هذه الرسالة الغراء ، ولنبن تشريعاتنا على أسس التشاركية بين الإدارات و الطلبة ولتكن هدفنا إبراز و تطوير ثقافة الطلبة وفتح قنوات الحوار مع الآخر و تعزيز الانتماء للوطن و للقيم الإسلامية والإنسانية النبيلة