في ذكرى ميلاد الفارس الذي ترجل ، الملك الراحل " الحسين بن طلال " طيب الله ثراه ، نستذكر قيادته الحكيمة ومسيرته الحافلة بالعطاء والانجاز ، على مدى سبعة واربعين عاما ، عاشها الفارس الهاشمي بين شعبه ، وما زال يعيش في قلوب شعب أحبه حب الإبن لأبيه ، وحب الأخ لأخيه وحب الحفيد لجده .
ومنذ أن إعتلى الفارس الراحل عرش مملكته الهاشمية ، أخذ على عاتقه خدمة شعبه ووطنه وامته ، وعمل على رفعة الوطن والشعب في كل المحافل الدولية وفي كل الظروف الدقيقة التي كان يعيشها الأردن ، وكان رحمه الله قد سار بالأردن بخطى ثابتة وراسخة نحو بر الأمان ، بفضل سياسة حكيمة أساسها التوازن والمصداقية والاعتدال ، ولا يمكن لأي اردني أن ينسى أن الراحل الكبير كان دائم التواصل مع أبناء أسرته الأردنية الواحدة ، يعمل من اجلهم ويوصل الليل بالنهار لرفعة شأنهم .
لقد كنت يا سيدي رحمك الله رجل الدولة ، والقائد الحقيقي الذي يستشرف آفاق المستقبل ، وكنت السياسي المحنك والدبلوماسي الفذ ، القادر على المحاورة والمناورة ، ومع مرور الأعوام يصعب علينا تصديق أنك ترجلت أيها الفارس ، ورحلت الى دار الحق ، ولكن إيماننا بالله العظيم وقدره ، قد جعلنا نركع أمام أمره سبحانه وتعالى .
لقد كنت يا سيدي واحدا منا تعيش في كل بيت من بيوت الأردنيين ، نسمعك ونراك كل يوم ، وعندما تجوب العالم من أجلنا نشعر بالفزع من غيابك ، وعندما تعود إلى بلدك الأردن نشعر أن الأمان قد عاد ، لأنك صمام الأمان للوطن والشعب ، لقد كنت يا سيدي قامة ينحني لها العالم احتراما ، ونعترف لك بأننا لم نوفيك حقك بالحزن والبكاء عليك يوم رحيلك ، واليوم نطلب منك الصفح يا سيدي ، يا من سكنت في قلوبنا ، ويا من كنت مكان الروح من الجسد ، ويا من كنت الشجرة الوارفة الظلال نستظل بظلها وننعم بأمنها .
إن عزائنا أيها الراحل الكبير ، أنك تركت فينا شبلا هاشميا إستطاع أن يكمل بنا مسيرتك وحقبتك الخالدة ، تركت فينا عبدالله الثاني بن الحسين ، ليسير بنا وبالأردن على نهجك و خطاك ، تركت فينا يا سيدي ملكا نحبه لأننا أحببناك ، و مثلما مضينا معك ، ها نحن اليوم مع أبا الحسين وبه ماضون ، لنتم معه البناء والنماء .