استقالة بيني غانتس من حكومة الحرب الإسرائيلية تحمل دلالات ومعاني متعددة ورسائل حول حجم الخلافات الاستراتيجية في داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وتعكس الخلافات العميقة داخل الائتلاف الحكومي حول كيفية التعامل مع القضايا الأمنية والاستراتيجية، خاصة فيما يتعلق بالحرب في غزة. غانتس كان قد طالب بخطة عملية تتجاوز واقع التوعدات و تتضمن نقاط رئيسية مثل إعادة المختطفين، هزيمة حماس، ونزع سلاح غزة، وتشكيل قوة دولية لإدارة القطاع، وهي نقاط لم تتوافق مع رؤية نتنياهو.
كما تحمل الاستقالة ضغطا سياسيا داخليا اضافيا في الوقت الذي يشهد فيه نتنياهو وحكومته ضغوطاً شديدة من المعارضة والمجتمع المدني، خصوصًا مع تزايد الاحتجاجات المطالبة بإعادة المحتجزين وانتقادات لسياسات نتنياهو الأمنية. هذه الضغوط قد تزيد من هشاشة الوضع السياسي في إسرائيل.
صحيح أن استقالة غانتس لا تهدد مباشرة بقاء حكومة نتنياهو بسبب الأغلبية التي يتمتع بها الائتلاف اليميني-الحريدي في الكنيست، إلا أنها تزيد من التوترات والانقسامات داخل الحكومة وتضعف من تماسكها.
وتزيد من التداعيات ألامنية و تعقد جهود حكومة الاحتلال الاسرائيلي في إدارة الصراع مع غزة، خصوصًا إذا كانت هناك حاجة لتبني استراتيجيات جديدة أو تعديل سياسات قائمة لمواجهة التحديات الأمنية المستمرة.
في المجمل، تعكس استقالة غانتس حالة من عدم الاستقرار السياسي والتحديات الكبيرة التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية في معالجة القضايا الأمنية الداخلية والخارجية ، ولكن المستقبل في إسرائيل في المدى القصير ان يقدم نتنياهو على حل حكومة الحرب المصغرة، فيما يستمر العمل بالحكومة الحالية ، فيما سيعود غانتس للمعارضة، وقد يقودها للنزول إلى الشارع للمطالبة باستقالة الحكومة عبر التنسيق مع الأجهزة الاقتصادية والنقابات المهنية ، فيما من المحتمل أن يذهب نتنياهو إلى صفقة جزئية مع حركة حماس، وإلقاء اللوم على غانتس باتهامه بالتهرب من المسؤولية في وقت حساس بالنسبة لإسرائيل التي غرقت تماما في رمال غزة .