من اخفض بقعة على الأرض، يعلو اليوم ويرتفع صوت الأردن نُصرة لأهلنا في غزة، بالتأسيس لعمل عالمي مشترك يشارك به قرابة (60) دولة يقدّم الدعم والمساعدات الإنسانية والإغاثية للأهل في غزة، بشكل مؤسسي تشاركي مستدام يتلمس الواقع بشكل حقيقي ويقدّم العون على هذا الأساس، يوازي ذلك سعي جاد لوقف الحرب على أهلنا في غزة، الذي يعدّ أهم وأبرز احتياجاتهم اليوم.
اليوم، في منطقة البحر الميت يعقد مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة بتنظيم مشترك بين المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، والأمم المتحدة، وبدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وعلى مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية، فيما تتجه عيون أهلنا في فلسطين وغزة نحو الأردن، بتفاؤل كبير نابع من ثقتهم بأن الأردن بقيادة جلالة الملك هو الأقرب والأقدر على نُصرتهم.
تظاهرة دولية تعقد اليوم في الأردن لأجل غزة، والسعي بكل الإمكانيات لإنهاء معاناة أهلها بعد ثمانية أشهر من حرب مدمّرة مورست خلالها جرائم حرب لم تشهدها البشرية، حرب لم تبق في غزة أي من مقومات للحياة الطبيعية، تلتقي دول عربية ودولية، بأعلى مستويات التمثيل على طاولة واحدة، تطرح بها حقيقة غزة أمام العالم، سعيا للوصول إلى عمل مشترك على مستوى دولي لتقديم المساعدات لغزة، والأهم بكميات كبيرة ودون انقطاع، توضع بذرة لهذا العمل لتنمو خلال الأيام القادمة وتثمر عطاء حقيقيا وعمليا على مستوى دولي.
المؤتمر اليوم، هام جدا، بل أكثر من الهام، فهو يأتي بتوقيت هام، ويتضمن ملفات هامة، علاوة على أن المشاركين يمثلون أعلى المستويات بدول كبيرة، وبعواصم صنع القرار عربيا وعالميا، وبالطبع برعاية ومتابعة أردنية وحرص من جلالة الملك عبد الله الثاني للوصول لصيغ على مستوى دولي تقدّم من خلالها المساعدات للأهل في غزة، بديمومة ودون توقف، بخطوات عملية تضع خطوات لضمان توفير المساعدات الإنسانية والطبية الطارئة بشكل فوري ومناسب ومستدام، وتسريع وتنظيم عملية توفيرها، وتحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة، وكذلك وضع رؤى تلبي الاحتياجات العملياتية واللوجستية ومختلف أنواع الدعم اللازم.
وفي عقد المؤتمر وهذا الحضور الدولي غاية في الأهمية يكمن بقناعة العالم بوضع غزة الكارثي، وتأكيد الالتزام بالاستجابة الجماعية المنسقة للتعامل مع الوضع الإنساني الحالي في غزة، وفي ذلك يسعى العالم بحرص دولي على مساعدة غزة، وإصرار على تذليل أي عقبات تواجه إيصال المساعدات بكميات كافية لأهلنا في غزة، وحتما كل هذا تدعمه الإرادة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ليكون حقيقة برؤى عملية.
هي الحقيقة كاملة توضع اليوم تحت مجهر الاهتمام العالمي، وحتما سيضع العالم والمجتمع الدولي أمام دوره الذي يجب عليه القيام به، وأمام مسؤولياته في انقاذ غزة، من حرب إسرائيلية على القطاع مارست بها الإبادة والتهجير والتدمير والتجويع، وغيرها من أشكال الجرائم، وحتما بدعم أردني مصري ستكون النتائج كما يأمل أهلنا في غزة والضفة الغربية، فمن البحر الميت اليوم تنتظر فلسطين حياة للعدالة بغزة.