سيف سيدنا الصلت

غامرة كانت وزاهرة بالصلوات والتحيات الطيبات الرسائل التي تواصل فيها الأردنيون في الوطن والمهجر فخرا بدرة فعاليات احتفالات المملكة بأعياد الاستقلال والجلوس الملكي واليوبيل الفضي والجيش والثورة العربية الكبرى.
مازالت الصور والفيديوهات تتواصل وتتفاعل لفعاليات الأحد الوطنية وأراها موصولة مع هذه الأيام المباركة مشاركين أفراح أحبتنا من حجاج بيت الله الحرام حتى انقضاء أيام عيد الأضحى المبارك وقد أحسنت الحكومة صنعا في إتاحة فرصة إجازة طويلة نسبيا لما في ذلك من منافع اجتماعية واقتصادية جمة من بينها صلة الأرحام والاستجمام في ربوع الوطن الغالي حيث السياحة الداخلية تبقى الأولى مقصدا لاعتبارات شتى.
ليس انحيازا للبلقاء ولا تفضيلا للسلط على شقيقاتها من المدن الأردنية العريقة التي حظيت بموقع متقدم على خارطة السياحة العالمية فيما يخص الشرق الأوسط، إلا أنها ذات صلة مباشرة بدرة الاحتفال الرئيسي ذلك المشهد الأيقوني الذي سيبقى حاضرا في وجدان الأردنيين وذاكرتهم الوطنية عندما استل القائد الملك، الفارس المليك استل سيفه الهاشمي تحية لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية.
للسيف ثلاثمئة اسم ونيّف في العربية من بينها الصلت و إصليت ويعنى بذلك عرض السيف ووضوحه. ولعل الرسالة الأسمى للسيف-الصلت هي البيان والتبيين والفيصل بين الحق والباطل، بين الخير والشر،وهو ما عناه السيد المسيح بحسب ما جاء في إنجيل متّى في العهد الجديد من الكتاب المقدس، حيث لم يكن السيف بديلا عن السلام وإنما الحق صانعا وحاميا له. السيف في أصل كلمة حق يعرفها ويعشها أهل الحق وفرسانه وإلا كان أداة كغيره تستخدم في أي شيء ولما اكتسب هذا المعنى الخالد عبر التاريخ على اختلاف الحضارات والثقافات والأعراق والأديان.
تحية سيدنا للجيش والأمن بسيفه الهاشمي العبدلي يعرفها الجند والعسكر عاملين ومتقاعدين ومحاربين قدامى. ويعرفها الأردنيون كافة الذين لا يخلو بيت من عمود دار نذرته الأسرة للوطن المفدى في أحد صنوف قواته المسلحة وأجهزته الأمنية. أما من هم وراء الحدود فيعرفون أن «السيف أصدق إنباء من الكتب» فإن استله فرسان الحق من غمده فإن اليقين آت وأقرب من حبل الوتين. هو سيف للحق لا يشهر إلا تحية وسلاما أو حرب ا فنصرا فسلاما.. أغاظ بعض الأغراب -من حسابات معروفة لدينا- أغاظهم وأوجعهم المشهد، فتحقق المراد بأن كان الصلت فيصلا حساما، ولا نقول من بعد إلا سلاما سلاما..

---