وصلتني رسالة من زميل صحفي من غزة، كتب بها نصا بطلب من ابنة شقيقه، تطلب منه أن يخبرني برغبتها نشر منشور على صفحتي الفيسبوك، على لسانها ولسان عدد كبير من أصدقائها أطفال غزة، منشورا يحمل حبّا للأردن بقيادة جلالة الملك وأملا، وثقة بأنه السند الحقيقي للغزيين، والبلد الذي يلجأون له عند كل حاجة.
الرسالة التي وصلتني نصّت على «بنت أخوي بتقلي ممكن تنزل على صفحتِك وتطلب من الأردن بقيادة جلالة الملك يبعتلنا وجبات جاهزة من اللي برموهم من الطيارات. ويا ريت يركزوا على المقلوووبة لأنها زاكية، وكمان شيبس واكتبلهم أنه زهقنا وتعبنا من البازيلا والفاصوليا»، كلمات طفلة، لكنها بألف رسالة، طفلة ترى في الأردن بقيادة جلالة الملك الأمل والعون، وترى في الإنزالات التي يقوم بها الأردن هامة، وتقدّم لأهلنا في غزة ما يحبون من العون الغذائي، وما يحتاجون، وتتذكر طفولتها وهي تتحدث عن الأردن في طلبها الشيبس، وتشكو همّها ووجعها من الجوع بطلبها المقلوبة، وتعبيرها بالزهق من وجبات لم تشهد تنوعا منذ أشهر، رسالة تخرج من قلب طفلة لتصل قلوب الأردنيين، كم وددت لو أنها لم تكن رسالة واستمعت لصوتها وهي تملي على «عمها» ماذا علينا أن نكتب، بيقين أن الأردن بقيادة جلالة الملك سيقدّم لها ولأطفال غزة ما يريدون.
قرأت الرسالة عشرات المرات، رغبت أن أتحدث مع هذه الطفلة لأقول لها بقلبك ولسانك وطلبك المقلوبة والشيبس، تأكيد على أن الأردن هو الداعم الحقيقي للأهل في غزة، وموضوع الإنزالات وتعبيرها «يبعتلنا وجبات جاهزة من اللي برموهم من الطيارات»، ملخّص لجهود أردنية ها هم أهل غزة يتحدثون عنها، بل أطفال غزة يتحدثون عنها، ويطلبون المزيد منها، بأمل أن تلقى الأطعمة مكان تواجدهم، رغم أني لم أستطع الإجابة على هذ الرسالة التي حملت مضامين عميقة، بلغة بيضاء طفولية، تحكي قصة جيل، وعطاء وطن بقي راسخا وسيبقى في أذهان أطفال غزة، فهم من يملكون اليوم قلم التاريخ.
الرسالة من هذه الطفلة الغزية التي ترى في الأردن وجلالة الملك الأمل والرجاء، والملجأ وقت الشدة، بكل كلمة كتبت لها ألف معنى وألف قناعة وثقة بأن الأردن هو سند غزة وأطفالها، وأن ما يقوم به من جهود إغاثية يعيشها الغزيون كافة، ويدركون أهميتها وفاعليتها، فكم كانت كلمات ابنة شقيق زميلنا منذر معبّرة، وتحمل دلالات ضخمة لأهمية دور الأردن، الذي هو اليوم الأقرب والأكثر حقيقة وعملية لإنقاذ غزة، وفي أذهان الأطفال الأردن بقيادة جلالة الملك المنقذ، ومن سيوفر لهم ما يحتاجون وما يحلمون به.
حتى اللحظة لم أعرف ماذا أخبر هذه الطفلة، لكن هو الأردن بقيادة جلالة الملك العظيم بإنسانيته، والقريب من أهلنا في غزة بشكل عملي، وهذه الطفلة لخّصت أهمية الدور الأردني في غزة، بل حسمت بأنه الأول في تقديم المساعدات والمُبادر تحديدا في موضوع الإنزالات، وحتما الأردن سيجيب نداء هذه الطفلة كما أجاب على نداء أهلنا غزة ووقف معهم ولهم، وكان سندا وعونا لهم.