زاد الاردن الاخباري -
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابوزيد في تعليق له على ما يجري من احداث في غزة و شمال الأراضي المحتلة بان الأرض تقاتل مع أصحابها وان المقاومة في غزة نجحت بتغير شكل الأرض من خلال تضاريس مسرح العمليات واعتماد الاتفاق، الامر الذي استطاعت من خلاله التفوق على الاستخبارات الفنية والتكنولوجيا والاستطلاع المتقدم للاحتلال.
وقال ابوزيد ان مفهوم "الإغراق الناري" الذي بدأ يستخدمه الاحتلال بكثافة مؤخرا يشير الى ان الاحتلال يحاول ان يطبق مبدأ ان (ما لاياتي بالقوة ياتي بالمزيد من القوة)، الا ان هذا المبدأ اثبت فشله منذ بداية العملية في غزة، امام نجاح المقاومة في التكيف والتأقلم مع ردة الفعل لقوات الاحتلال، حيث بدأت المقاومة تعتمد مؤخرا على الاقتصاد بالقوة من اجل المحافظة على الأصول البشرية والمادية والاعتماد على تجزئة القوة وعدم الدخول في اشتباكات حاسمة، الامر الذي يشير بكل وضوح الى ان المقاومة فصلت المسار العسكري عن المسار الدبلوماسي وتخطط لأسوء الاحتمالات في الاستمرار بالقتال الطول فترة ممكنة بحسب تعبير ابوزيد.
ميدانيا أشار ابوزيد الى ان تحركات اللواء المدرع 401 في من محور فيلادلفيا باتجاه مخيم رفح الذي ينقسم الى قسمين مخيم يبنا و الشابورة، يشير الى ان قوات الاحتلال حذرة ولا تريد تكرار نموذج مخيم جباليا لذلك تعتمد على عدم التورط باشتباكات حاسمة مع المقاومة وهذا ما يفسر ان حدة العمليات خلال الايام الاخيرة منخفضة نوعا ما ، رغم شدة التحركات العسكرية بمعنى ان كلا الطرفين المقاومة والاحتلال اصبح اكثر حذراً في المواجهات العسكرية.
شمالا ونتيجة ارتفاع حدة العمليات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال شمال الأراضي المحتلة جنوب لبنان أشار ابوزيد الى ان اغتيال شخصية عسكرية قيادية من وزن "طالب سالم عبدالله" الملقب (الحاج طالب) وهو قائد وحدة النصر المسؤولة عن العمليات العسكرية في القاطع الأوسط من الجليل شمال الأراضي المحتلة، قد أدى الى ارتفاع حدة الرد من قبل حزب الله حتى وصل الى نجاحه باستهداف مصنع "بلاسان" المخصص لتصنيع صفائح الدروع للأليات العسكرية لقوات الاحتلال ، وأشار ابوزيد الى انه ورغم التصعيد الذي تشهده الجبهة الشمالية الا ان المؤشرات لا توحي بان العمليات قد تنزلق باتجاه عملية عسكرية تقليدية قد تكون غير محسوبة النتائج.
وختم ابوزيد تحليله بان ما تشهده شمال الأراضي المحتلة هو اكثر من عمليات استنزاف واقل من عملية تقليدية بمعنى اننا امام عملية عسكرية مضبوطة بدقة من قبل حزب الله والاحتلال وتفسير ذلك ان قرار الحرب شمال الراضي المحتلة جنوب لبنان ليس بيد حزب الله وليس بيد إسرائيل وانما بيد واشنطن وتل وطهران التان على مايبدو لا تريدان توسيع دائرة الصراع بقدر ما تريدان الذهاب باتجاه التهدئة.