زاد الاردن الاخباري -
قال القيادي في حركة حماس، إسماعيل الأشقر، ان "مفاجآت" سيشهدها لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، في القاهرة.
وحمّل الأشقر، الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤولية الكبرى في نجاح لقائه مع مشعل، "لان حماس قدمت كل شيء لإنجاح المصالحة، وتنظر للمصالحة على أنها ضرورة شرعية ووطنية ولا مجال لأن تحيد عن ذلك وليس لديها أي عائق بالمطلق". واضاف: هناك أوامر من قمة الحركة لقواعدها بتنفيذ ذلك أريحية، وليس على مضض، معربا عن أمله في أن يكون لدى عباس قناعة حقيقية لتنفيذ المصالحة.
وكان الأشقر، شارك في وفد شخصيات مستقلة، ونواب عن حركة فتح، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في سلسلة لقاءات بالعاصمة المصرية، الشهر الماضي، برعاية أوروبية، التقوا خلالها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وقيادات في جهاز المخابرات المصري، ووزير الخارجية المصري، وأمين عام جامعة الدول العربية، تمحورت حول جهود إتمام اتفاق المصالحة الفلسطينية.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"الغد"، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وافق على امهال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عاما كاملا لتفعيل المقاومة الشعبية السلمية في مواجهة الاحتلال، وقدم وعوداً بعدم لجوء حماس للمقاومة العسكرية المسلحة خلال اثني عشر شهراً، على حد تعبيره، في حال كان هذا الحراك الشعبي الذي يتحدث عنه عباس، وحركة فتح، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، شاملاً، أي في جميع أنحاء الضفة الغربية، ولا يقتصر على مواقع معينة، كمسيرات الجمعة المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري في عدد محدود من البلدات الفلسطينية، بحيث تتحول إلى ما يشبه الانتفاضة الشعبية السلمية، أسوة بالانتفاضة الفلسطينية الأولى العام 1987.
وأضافت المصادر، التي تحدثت عن اتصالات بدأت بين الحركتين عبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى
أبو مرزوق، أنه، وبخصوص لقاء عباس مشعل في القاهرة، يجري الحديث عن عرض من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح على خالد مشعل، يرونه عرضاً مغرياً محوره تشكيل حكومة مؤقتة تكلف بمهمة واحدة فقط هي التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية بما لا تتجاوز أيار(مايو) المقبل، بحيث يتم التوافق على شخص رئيس الوزراء، كما يجري الحديث عن اعادة تشكيل لجنة الانتخابات بشكل توافقي أيضاً.
وأكدت المصادر ذاتها، أنه يجري الحديث أيضاً عن حل الإشكالات العالقة فيما يسميه عباس بإعادة تهيئة منظمة التحرير، وتسميه حماس بإعادة إصلاح منظمة التحرير، حيث سيتم الحوار والبحث حول كيفية معالجة انضمام حماس والفصائل الاخرى في إطار المنظمة، عبر ما تسميه حماس الاطار القيادي المؤقت للمنظمة وتراه المرجعية العليا للقرار، في حين تسميه فتح تمجلس منظمة التحرير، وترى أن مهمته تنحصر في التحضير لاصلاح المنظمة، وفق اتفاق القاهرة 2005، وأن اللجنة التنفيذية تبقى هي الجهة الاعلى في المنظمة، وأنه قد يتم الخروج بصيغة توافقية بين الطرفين في هذا الشأن.
كما أنه، سيتم طرح إعادة الاعتبار للمجلس التشريعي الفلسطيني برئاسة عزيز دويك، وإجراء انتخابات جديدة لهيئة إدارية جديدة للمجلس، وفق القانون الأساسي، وقانون المجلس التشريعي الفلسطيني، إضافة إلى مناقشة المستقبل السياسي للسلطة، في إطار الحديث عن عدم حلها، وعدم بقائها على ما هي عليه الآن !
وتقلل المصادر من فرص نجاح المصالحة على الأرض، حتى في حال تشكيل حكومة مؤقتة يتم التوافق عليها، ومهتمها التحضير للانتخابات، لأن إسرائيل والولايات المتحدة وأطرافا أوروبية، لن تقبل بالسماح بإجراءات هكذا انتخابات على قاعدة اتفاق المصالحة الفلسطينية، لاسيما أن إسرائيل قد تلجأ لمنع إجراءات الانتخابات في القدس، وهو ما قد يعطلها، لأن الطرف الفلسطيني لن يقبل بإجرائها من دون القدس، كما قد تلجأ إلى اعتقال مرشحي حركة حماس في الضفة الغربية، وهو ما قد يقابل بعرقلة الحملة الانتخابية لمرشحي حركة فتح في غزة من قبل حماس التي تسيطر على القطاع
وكان القيادي في حركة حماس، محمود الزهار، ولأول مرة منذ الانقسام في صيف العام 2006، تحدث في لقاء جماهيري، قبل أيام، في غزة، عن قبول حركته بإجراء انتخابات جديدة رئاسية وتشريعية، ليقول الشعب كلمته، مشدداً على أن نجاح حماس في الانتخابات لا يعني أنها ستسير على نهج حركة فتح، ولا يعني تنازلها عما أسماه بـ"خيار المقاومة". ونفت حركة حماس في تصريح نشرته أمس على موقعها الإخباري الإلكتروني" المركز الفلسطيني للإعلام " صحة ما جرى تناقله بشأن تحديد موعد للقاء الرئيس محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.
وكانت تقارير صحفية تحدثت عن تحديد الرابع والعشرين من الشهر الحالي موعدا للقاء المذكور إلا أن الموقع الإخباري نفسه أكد نقلا عن قيادي كبير في حماس فضل عدم ذكر اسمه أن تحديد موعد لقاء عباس مشعل سيتم في غضون الـ 48 ساعة المقبلة.
وشدد المصدر نفسه على حرص القاهرة التي ستستضيف هذا اللقاء على إنجاح لقاء عباس مشعل وان لا يكون مجرد لقاء شكلي، لافتا إلى أن هناك اتصالات تجري بين حركتي فتح وحماس على أعلى المستويات، من أجل ضمان نجاح هذا اللقاء وخروجه بنتائج مبشرة للشعب الفلسطيني.