زاد الاردن الاخباري -
حذر أطباء من أن عدم حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم، يمكن أن يؤثر على نموهم الجسدي وتنظيمهم العاطفي وسلوكهم، وقدموا توصيات لمساعدة الآباء والأمهات على مساعدة أبنائهم.
جاء ذلك تعليقًا على استطلاع أجراه مستشفى الأطفال C.S. Mott التابع لجامعة ميشيغان الامريكي، وكشف أن واحدًا من كل أربعة آباء يجدون صعوبة في جعل أطفالهم الصغار ينامون، بحسب تقرير لموقع "sciencedaily".
وذكر التقرير أن هذه العائلات غالبًا ما تفتقر إلى روتين منتظم لوقت النوم، وتميل إلى ترك التلفاز مشغلًا، وكثيرًا ما يبقون مع أطفالهم حتى يناموا.
وتشير الدراسة إلى أن العديد من مشاكل وقت النوم تنبع من القلق الليلي لدى الأطفال.
ففي حين أن معظم العائلات قد أسست طقوسًا لوقت النوم، فإن الكثير منها يعتمد على استراتيجيات قد تزيد من تحديات النوم على المدى الطويل.
وتقول أستاذة الصحة العامة المشاركة في الاستطلاع، سارة كلارك: "تؤكد تقاريرنا على الصراع الشائع لجعل الأطفال الصغار ينامون. عندما يصبح هذا الانتقال إلى وقت النوم صراعًا ليليًا، قد يتبع بعض الأهل عادات توفر الراحة الفورية ولكنها قد تؤدي إلى مشاكل نوم أكبر في المستقبل."
وتؤكد كلارك على أهمية اتباع روتين ثابت لوقت النوم، مشيرة إلى أن عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة يمكن أن يؤثر على نمو الأطفال الجسدي وتنظيمهم العاطفي وسلوكهم.
وقد شمل الاستطلاع الذي أجري في فبراير/ شباط أكثر من 781 ولي أمر لأطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وست سنوات.
تأثير القلق الليلي
أفاد ما يقرب من ربع الآباء أن نوم أطفالهم يتأخر غالبًا أو أحيانًا بسبب القلق أو الخوف.
وذكر أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع أن أطفالهم يستيقظون منزعجين أو باكين. بالإضافة إلى ذلك، ينتقل أكثر من 40٪ من الأطفال إلى سرير والديهم، ويصر حوالي 30٪ على أن ينام والدهم في غرفتهم.
وقالت كلارك: "يمر العديد من الأطفال الصغار بمراحل يخافون فيها من الظلام أو يقلقون من حدوث شيء سيئ. وفي حين أن هذا جزء طبيعي من التطور، إلا أنه يمكن أن يكون محبطًا للأهل المتعبين. لذا من المهم التوازن بين تقديم الطمأنينة والحفاظ على الحدود لضمان حصول الجميع على قسط كافٍ من النوم".
*توصيات لتحسين النوم
روتين النوم
وأفاد معظم الأهل الذين شملهم الاستطلاع أن لديهم روتينًا لوقت النوم يشمل غالبًا تنظيف الأسنان، قراءة قصص ما قبل النوم، والاستحمام.
أقل من النصف أيضًا ذكروا أنشطة مثل شرب الماء أو تناول وجبة خفيفة، إيقاف الأجهزة، الصلاة، والحديث عن اليوم. أما العادات الأخرى فتشمل حمل بطانية أو دمية محشوة أو مص الإصبع أو اللهاية.
وأوضحت كلارك أن " الروتين المتوقع لوقت النوم يوفر شعورًا بالأمان والراحة، ويشير للطفل بأن الوقت قد حان للهدوء. كما يعزز الوقت المخصص مع الأهل الترابط والاتصال العاطفي، مما ينشئ ارتباطات إيجابية مع وقت النوم“.
توفير بيئة مناسبة للنوم
ينام أقل من نصف الأطفال في غرفة نومهم الخاصة، بينما يشارك ربعهم غرفة مع الأشقاء أو الوالدين. ويقضي واحد من كل عشرة جزءًا من الليل في غرفته وجزءًا في غرفة الوالدين. أيضًا، تم الإبلاغ عن أن الضوضاء من الغرف الأخرى تتداخل مع النوم.
ويمكن للأضواء الليلية أو الأبواب المفتوحة جزئيًا أن تساعد الأطفال على الشعور بالأمان، ولكن من المهم أن لا يسطع الضوء مباشرة في وجه الطفل.
استشارة الطبيب قبل استخدام مساعدات النوم:
أعطى ما يقرب من واحد من كل خمسة أهل أطفالهم الميلاتونين للمساعدة في النوم. ومع ذلك، تحذر كلارك من أن منتجات الميلاتونين للأطفال لم تخضع لاختبارات صارمة للسلامة والفعالية.
وقالت: "بينما يمكن أن يكون الميلاتونين مفيدًا للاستخدام العرضي، يجب ألا يكون العلاج الرئيس لمشاكل النوم. يجب استشارة طبيب الأطفال لمناقشة الخيارات واستبعاد الأسباب الأخرى لمشاكل النوم".
تقديم الراحة مع فرض الحدود
يمكن للأهل تخفيف قلق الأطفال من خلال السماح بوقت إضافي للحديث عن يومهم، وتقديم الطمأنينة دون البقاء في الغرفة. كما يمكنهم التحقق من الطفل كل بضع دقائق لتخفيف مخاوفه مع تعزيز استقلالية النوم.
استجابة ثابتة للاستيقاظ الليلي
قد يعاني الأطفال المعرضون للأحلام المزعجة أو الكوابيس من صعوبة العودة إلى النوم. تنصح كلارك الأهل بأن يكونوا متسقين في نهجهم، سواء كان ذلك بإعادة الطفل إلى سريره أو السماح له بالبقاء في غرفة الوالدين.
التكيف التدريجي مع التغيرات في أنماط النوم
يمكن أن تؤثر الانتقالات الكبيرة مثل التخلي عن القيلولة أو الانتقال من المهد إلى سرير الطفل الصغير على النوم. لكن من المهم أن يعدل الأهل الروتين تدريجيًا لاستيعاب التغيرات في أنماط النوم.
ومن خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات، يمكن للأهل تخفيف معارك وقت النوم وتعزيز عادات النوم الصحية لأطفالهم.