في تصعيد متسارع بين إسرائيل وحزب الله أصبحت الحرب بين الطرفين قاب قوسين او أدنى،في ظل التصعيد على الأرض وتبادل التهديدات بينهما،كل ذلك لا زالت إسرائيل بعيدة عن تحقيق أهدافها في غزة بالقضاء على المقاومة وإعادة الأسرى،وتوريط الجيش الإسرائيلي من قبل رئيس الوزراء نتنياهو بحرب إستنزاف للجيش الإسرائيلي في غزة لتحقيق أهدافه الخاصة السياسية وإطالة عمر حكومته،دون إكتراث لصوت المعارضة الداخلية من حيث الشارع الإسرائيلي او الأحزاب او حتى قادة عسكريين مخضرمين.
لقد خسرت إسرائيل لغاية الآن في غزة قرابة 25% من آلياتها العسكرية الفعالة من دبابات حديثة وناقلات جنود وجرافات،التي دمر او عطب جزئيا او كليا منها، وعدد القتلى والجرحى الإسرائيليين قرابة 15000،وعدد العسكريين الذين يعالجون نفسيا من قرابة 60000
من خلال الخسائر الماضية للجيش الإسرائيلي فإن التخطيط الإستراتيجي العسكري الإسرائيلي الذي كانت تقوم به إسرائيل في الماضي هو الآن عبارة عن تصرفات هوجاء من شخص رئيس الوزراء الإسرائيلي وقلة قليلة ممن يساندوه من اليمنيين المتطرفين.
إن الجبهة الشمالية هي أعقد من جبهة غزة لعدة أسباب ،سنذكر بعضا منها:
1.عدد مقاتلي حزب الله يفوق 100000 مقاتل، إضافة الى القوة الصاروخية التي يمتلكها تقدر 130-150 ألف صاروخ
وهي قادرة خلال إسبوع على ضرب 50% من الأهداف داخل إسرائيل من مطارات مدنية وعسكرية وموانىء والمدن الحيوية وعلى رأسها تل أبيب،إضافة إلى مصادر توليد الطاقة ومفاعل ديمونة.
2.الأعداد الكبيرة من الطائرات المسيرة التي يمتلكها حزب الله وخصوصا المتطورة منها.
3 .مهاجمة اسرائيل من البر والبحر والجو بجبهة مفتوحة.
4.تنظيم حزب الله يفوق تنظيم المقاومة في غزة كما ونوعا ولا ننسى شبكة الأنفاق الكبيرة التي يملكونها.
5.قيام حزب الله أثناء حرب غزة بتدمير جزءا كبيرا من أبراج الاتصالات والمراقبات الأمنية الإسرائيلية الشماليةالمتقدمة مما يقلل من دقة المعلومات المتعلقة بتحركات حزب الله في نقاط التماس.
6.الطبيعة الجغرافية لجنوب لبنان تختلف عن طبيعة غزة وتصب في صالح حزب الله من ناحية تموضعهم وديناميكية حركة منصات قاذفات الصواريخ والمدفعية والتمويه ،اما الجانب الإسرائيلي فهو تقييد أكثر لحركة الآليات لديها.
7.قلة معلومات اسرائيل الإستخبارية أثناء القتال لاعتماد حزب الله على شبكة إتصالات سلكية غير مخترقة بواسطة أجهزة التنصت الإسرائيلية وفشل للحرب الإلكترونية الإسرائيلية.
8.الدخول المباشر في الصراع من قبل إيران وسوريا وهذا سيفاقم الوضع.
9.الدعم المباشر العسكري من إيران عن طريق البحر والبر والجو.
10.عدم قدرة إسرائيل على الإستمرار بتمويل حربها على حزب الله اذا طالت هذه الحرب.
11.توقعات الخسائر الإسرائيلية بحرب 6 شهور قد تصل الى ثلاثة أضعاف خسائرها في غزة،مما يعني تقليص القوة العسكرية الإسرائيلية إلى أقل من النصف وهذا بحد ذاته سيشكل خطرا وجوديا على القوة العسكرية الإسرائيلية وخصوصا إذا تزامن ذلك بإنتفاضة في الضفة الغربية.
12.نتائج غير مضمونة للحرب، نتيجة التدخلات الإقليمية وإندلاع إنتفاضة في الضفة الغربية،ولا ننسى أن المقاومة في غزة لا زالت تحتفظ بقرابة ثلثي قوتها العسكرية.
إذن محاولة إسرائيل مهاجمة حزب الله هو بمثابة فتح أبواب الجحيم عليها،والأفضل هو البحث عن الأفق السياسي وحل مشاكلها بعيدا عن مبدأ التصعيد والقوة ،فالزمن الحاضر إختلف عن الماضي حيث كشف وهن الجيش الإسرائيلي،فلا بديل لإسرائيل من إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتنعم بسلام مع جيرانها .
الخبير والمحلل الإستراتيجي
المهندس مهند عباس حدادين
mhaddadin@jobkins.com