بلد قائده الملك عبدالله الثاني بن الحسين، هو عرين عصيّ على كل متربص وساع ٍ لزعزعة أمنه، أو المساس باستقراره، وأمن أراضيه، ومواطنيه، وكل من تسوّل له نفسه المساس بهذه المسلّمات الأردنية، ستكون الأراضي الأردنية مقبرة لهم ولخططهم، ومخططاتهم، فهو الوطن الذي يقف أول حماته جلالة الملك وأول جنوده جلالة الملك، الذي عاهد الأردنيين أن «يبقى الأردن حرا عزيزا كريما آمنا مطمئنا».
لا يمكن إغماض عين الاهتمام والمتابعة عمن يقف متربصا بالأردن، ليمس أمنه واستقراره، فهم المجرمون الذين يصرّون على تمرير جرائمهم في هذا العرين، الذي تكسّرت بل تهشّمت على أرضه كل محاولات ومخططات زعزعة أمنه، وبات لكل من يدرك الحقيقة دون حاجته لعيني زرقاء اليمامة، أن يرى بوضوح أن الأردن بلد عصيّ على كل من يحاول الاقتراب منه ومن أمنه، لكن على ما يبدو أن البعض أصابه عمى البصر والبصيرة حتى المجازفة والاقتراب من خطوط الأردن الحمراء.
بالأمس، وفي جهود أمنية عظيمة، كما هي المنظومة الأمنية والعسكرية في وطننا العظيم، أعلنت مديرية الأمن العام أن الأجهزة الأمنيّة تتعامل مع قضية تحقيقية في منطقة ماركا الجنوبية، مبينة أن التحقيقات الأولية في القضية أشارت إلى قيام مجموعة من الأشخاص بتخزين كمّيات من المواد المتفجّرة داخل منزل في منطقة ماركا الجنوبية، فهو جهد عظيم في الكشف عن هذه المجموعة وضبط كميات المواد المتفجرة، وتفجيرها في الموقع بعد أخذ الاحتياطات اللازمة كافّة من عزل وإخلاء للمنطقة ودون أي إصابات تذكر، من خلال خبراء المتفجّرات من سلاح الهندسة الملكي والأجهزة الأمنية الذين قاموا بالتعامل مع تلك المواد وتفجيرها. عملية نوعية تاريخية تبقي الأردن حصنا منيعا شامخا، بسواعد نشامى الأجهزة الأمنية والعسكرية.
نام الأردنيون آمنين، وسهر آخرون تلك الليلة في أماكن متعددة، منهم من عاد لمنزله في ساعة متأخرة، ومارسنا جميعا حياتنا وأيامنا بشكل طبيعي جدا، لا بل لم نشعر للحظة أن هناك أي ظرف استثنائي في الوطن، وفي هذه الأثناء كان نشامى الأجهزة الأمنية والعسكرية يقومون بجهد خارق، واستثنائي، بكل مهارة وجاهزية عالية وقدرة خارقة ليحموا المواطن وأمن وسلامة الوطن، لنعلم جميعا بهذه العملية العظيمة بعد انتهائها، وقد كان الخطر يسكن منطقة مكتظة بالسكان لإجرام من قام بتخزين هذه المواد المتفجرة، لكننا كما نمنا آمنين استيقظنا آمنين، بهمّة من لا تنام أعينهم حبّا للوطن وولاء للقيادة، وحرصا واستئسادا بالدفاع عن أمن المواطنين، فنحن ننام وأعينهم لا تنام.
لم تكن ليلة عادية في تفاصيلها، لكنها لنا جميعا مضت عادية، بأمنها وسلامها، وثقتنا بأن الأردن مسيّج بسواعد لا تعرف للحياة دربا سوى أمن الوطن وسلامة أراضيه، لنستفيق على إنجاز أمني عظيم، وعملية تؤكد أننا دولة أمن وسلام، وأننا أرض عصيّة على كل متربص وحاقد ومجرم يستهدف أمننا وسلمنا وسلامنا، فهو الأردن العظيم أيقونة الأمن والسلام بشكل حقيقي، فهؤلاء هم جند أبي الحسين.