ليس خفيا ان نتنياهو يبتز بايدين وادارته.. وكيف ان «سيد العالم» بايدين ينحني امام غرائز نتنياهو التوراتية، وشياطين التلمود وهياكل سليمان.
و في طلب نتنياهو للدعم العسكري والسلاح الامريكي، وتقديم امريكا لدعم سياسي واعلامي مفرط لاسرائيل في حرب غزة، وتجنيبها المساءلة والملاحقة القانونية امام المؤسسات الدولية.
و في تاريخ العلاقة الامريكية / الاسرائيلية لاول مرة تتورط واشنطن في دعم مطلق ومكشوف ومنحاز لاسرائيل في حرب تعجز عن تحقيق اي نصر او مكسب استراتيجي. و في حرب غزة وحروب محور المقاومة لا ينقص اسرائيل دعم عسكري امريكي وغربي لتحقيق نصر او انجاز عسكري على قوى المقاومة.
اسرائيل تموت استراتيجيا، واسرائيل تفقد يوميا كينونيتها الوجودية، وتقاوم بوحشية العدوان والقتل والابادة الجماعية مصير مجهول في انقراضها، وتدمير الهيكل وولادة شتات يهودي معاصر. و في علاقة امريكا باسرائيل. كم هو غريب السيطرة الاسرائيلية على العقل السياسي الامريكي، وادارة والتحكم بمفاصل القرار الامريكي. و مشكلة عويصة.. ولا ترى لها اي مفعول معاكس في العلاقة الامريكية / العربية.
و كما لو ان بعض العرب يصفقون لجنون نتنياهو، وينصحون واشنطن ان لا تتردد في دعم وتزويد تل ابيب بالسلاح والذخائر والصواريخ.
العرب خارج معادلة التاريخ.. وفي الصراع الملتهب في الاقليم العرب لا يملكون اورقا سياسية واستراتيجية..
نتنياهو يبحث عن خلاص : واولا في التخلص من مأزق حرب غزة والصفر المئوية في الانجاز الاستراتيجي.
وثانيا، تسخين جبهة الجنوب اللبناني للضغط على ادارة واشنطن واجبارها على التزام في سياسة مطلقة داعمة لاسرائيل عسكريا دون تردد او حسابات اخرى.
وقد ذهب نتنياهو الى ما هو ابعد.. واذ ربط بين حرب غزة والانتخابات الرئاسية الامريكية. فهل سوف يحسم نتنياهو سباق الرئاسة الامريكية، ويقرر من هو رئيس امريكا القادم ؟ ماذا يريد نتنياهو من بايدن ؟ يبدو انه لا يبحث عن تفاهم، ويفتح بابا امام ترامب المرشح الجمهوري المنافس، ومن يريد ابرام صفقات مع اسرائيل دون اي شروط او ضغوط.
و هل يريد نتنياهو امريكا « الاسرائيلية «، او ان صح الوصف ان اسرائيل تحكم امريكا وليس العكس؟
ويريد ان يؤسس لمتلازمة في العلاقة الامريكية / الاسرائيلية ترسي قواعد معايير لصناع القرار في واشنطن، تقول : ان دعم اسرائيل واجب ملزم، وان اسرائيل لا تخضع لشروط وغيرها. و كان صريحا نتنياهو عندما وجه رسالة الى الاسرائيليين وانصار ومؤيدي اليمين المتطرف، وقال انتظروا حسم سباق الرئاسة الامريكية، وليأتي رئيس جديد، ويقدر حاجة اسرائيل الى الدعم العكسري. و كما لو ان نتنياهو يعلن تمديد الحرب الى ستة شهور اضافية. و كما انه يفترض حسم سباق الرئاسة لصالح ترامب. و يعني انه يضع الجيش الاسرائيلي امام معادلة الانتظار، واطالة امد حرب غزة، وتخفيض التصعيد العسكري في ضوء سياسة تفريخ الوقت.
و اما في جبهة الجنوب اللبناني.. ولا يصدق من يصدر حاخامات اورشليم من تصعيد عسكري.
و امام كيان منهار داخليا، ومكشوف دوليا واقليميا، وامام حرب استنزاف يبدو انها بلا سقف زمني.
و كل السيناريوهات تستبعد اندلاع حرب شاملة على الجبهة الجنوبية اللبنانية. و ارتداد اسرائيل اتجاه لبنان، سوف تكون كلفتة باهظة وجسيمة على اسرائيل وجيشها.
و امام العالم، اعلنت مقاومة حزب الله عن استعدادها للمعركة، وعن بنك اهداف عسكرية وامنية، واعلنت عن جاهزية عسكرية، واذا ما فرضت الحرب على المقاومة في لبنان فان الرد سيكون بلا سقوف وضوابط.
جبهة لبنان تعني انزلاق الاقليم نحو حرب كبرى.. ولا ندري ماذا يريد نتنياهو ان تقوم الساعة الكبرى، ويوم القيامة، وان يرى اقواما من المؤمنين والكفار يساقون الى الجنة وجهنم من عبر ممرات مطبوعة ومختومة بـ»آيات توراتية». من يقرأ التوارة ونصوص حاخامات اورشليم يدرك ان الاقليم والعالم مقبل حتما على حرب كبرى، وحرب وقودها رؤوس الشياطين.