من خلال خبرتي الطويلة في التدريس الجامعي والمدرسي والإشراف التربوي في تخصص اللغة الانجليزية، أظن أن مشكلة معظم طلبة الثانوية العامة في اللغة الانجليزية تتجلى في عدم تمكنهم من "كتابة مقال" باللغة الانجليزية بالشكل الصحيح، وربما لايستطيع البعض منهم كتابة حتى ولو فقرة واحدة بشكل صحيح.....وربما يعود السبب في ذلك الى تقاعس بعض معلمي اللغة الانجليزية (وليس كلهم) في كافة المراحل الدراسية في تدريس مهارة الكتابة وتصحيح أعمال وواجبات الطلبة الكتابية بحجة أن عدد الطلبة (ذكور أو اناث) كبير جدا وأن تصحيح هذه الأوراق ربما يحتاج الى الوقت الطويل والجهد الكبير لتصحيحها، متناسين طبعا أن هناك طرقا عديدة وحديثة تسهل عملية التصحيح.
ربما يكون هذا الكلام صحيحا الى حد ما، لكن هذا المبرر ليس كافيا للتقاعس او عدم إعطاء مهارة الكتابة الأهمية المطلوبة، فمن يجيد هذه المهارة تهون عليه باقي مهارات اللغة الانجليزية، كالقراءة والاستماع والمجادثة.
وتأتي الوزارة في امتحان اللغة الانجليزية في الثانوية العامة وبكل ثقة لتطلب من الطلبة كتابة مقال باللغة الانجليزية (يعني عدة فقرات) حول موضوع ليس سهلا وتخصص له جزءا غير يسير من العلامة الكلية متناسين أن الكثير من هؤلاء الطلبة ربما لم يتدربوا بما فيه الكفاية ليس على المقال فحسب بل على فقرات قصيرة.
إن ابتعاد الكثير من مدرسي اللغة الانجليزية عن تدريس الكتابة الحرة او المقيدة لايقتصر على المرحلة الثانوية بل والمرحلة الأساسية أيضا، وحتى في المراكز الثقافية المدفوعة الثمن ايضا....فربما من النادر أن يدرب المعلم او المعلمة طلبته/ا على مهارة الكتابة باشكالها ومستوياتها المختلفة، وبالذات كتابة المقال (مجموعة من الفقرات حول موضوع واحد) في المرحلة الثانوية وطريقة تنظيمه وضبط القواعد والإملاء فيه، وكيف يمكن تنظيم كتابة الفقرة الواحدة.
لذا، استطيع القول أن هناك ظلما كبيرا يقع على الكثيرين من طلبة الثانوية العامة في احتساب العلامة الكلية في امتحان اللغة الانجليزية.
وأود في هذا المقام أن احث الزملاء ممن يدرسون اللغة الانجليزية في كافة المراحل الدراسية أن يرضون الله ثم يرضون ضمائرهم بالتركيز على تدريب الطلبة على ممارسة الكتابة بالقدر الكافي بدءا بالمرحلة الأساسية وانتهاءا بالصفين الأول والثاني الثانويين بكافة اشكالها ومستوياتها، وربنا يعطيكم الأجر والثواب على ماقد تبذلونه من جهد لتدريس هذه المهارة بالذات، فمن يجيد مهارة الكتابة تهون عليه بقية المهارات.