الصفدي الوحيد، الذي أتمنى له عبورا سلسا لكل الحكومات كوزير خارجية ونائبا لرئيس الوزراء، لأنه منظّر كفؤ للخطاب السياسي الأردني في كل القضايا السياسية الخارجية، مع الاحترام بالطبع لكل من سبقه أو ربما سيخلفه يوما في هذا الموقع.
الحقيقة أن كلامي وفكرة مقالتي موجهة لكل مشكك بالموقف والخطاب الأردني، وللذين يتعامون عن كل الحقائق التي تكلفنا ما تكلفنا من ضريبة سياسية، دفعها الأردن عن طيب نفس وسابق معرفة، واعتبرها دوما بمثابة الواجب تجاه فلسطين وشعبها وقضيتها العادلة.
أمس قرأت تصريح وزير الخارجية أيمن الصفدي حول أحلام وأفكار وطموحات العدو الصهيوني المجرم القذر، حيث قال الصفدي ( لن ننظف وراء نتنياهو.. ولن نرسل قوات إلى غزة لتكون بديلا عن قوات الاحتلال )، هل التصريح مكتوب بوضوح، ومقروء، ولن أسال أحدا إن كان يفهمه، فالمتغابين ومدعي العمى والصمم أصبحوا اليوم جيشا رديفا للجيش الذي يقتل الفلسطينيين، ويشككون في كل جهد اردني لخدمة فلسطين ووقف حرب الإبادة والتجويع والتنكيل الجارية منذ أكثر من نصف عام، بحق شعب بريء اعزل صاحب حق .. وما زال هؤلاء المشككون يركبون كل الأمواج للتقليل من شأن الجهود الأردنية وأهميتها.
كل العالم يفهم ويرى الجريمة البشعة، ولم يفعل شيئا، وقدم سبقا تاريخيا في التنازل عن حقوق البشر لصالح المجرمين، لكن الأردن ثابت على مواقفه، غير مبال لا بحلفاء ولا بوحوش لطفاء، ويقوم بكل ما يمكنه لوقف هذه المذبحة الكبيرة ولجم التوحش الصهيوني غير المسبوق.
العدو الحقير، لا يملك ان يفعل شيئا واضحا ضد الأردن، لذلك يلجأ إلى أذرعه العميلة للضغط على الأردن لثنيه عن مواقفه، واخطر هذه الأذرع والأدوات هو المتعلق بالجبهة الداخلية، متمنيا على كل اردني مغرر به ان يفهم هذا الأمر، وان لا يكون أداة تدمير لمجتمعه وبلده بيد العدو الحقير.