زاد الاردن الاخباري -
أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، لشبكة CNN، الأربعاء، وفاة 11 مواطنا أميركيا خلال أداء مناسك الحج في السعودية.
وقال المتحدث: "يمكننا تأكيد وفاة 11 مواطنا أميركيا في السعودية، ونقدم خالص تعازينا لعائلاتهم".
وأضاف: "فريقنا في السعودية يعمل على مدار الساعة للاستجابة لمخاوف المواطنين الأميركيين وتقديم المساعدة لأسر المتوفين".
وتابع: "عندما يموت مواطن أميركي في بلد أجنبي، تكون السلطات المحلية مسؤولة عن تحديد سبب الوفاة وإصدار شهادتها، واحتراما لخصوصية العائلات، ليس لدينا أي تعليق آخر في الوقت الحالي".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، توفي 11 مواطنا أميركيا على الأقل في موسم الحج هذا العام الذي شهد درجات حرارة مرتفعة، حسبما نقلت الصحيفة عن وزارة الخارجية الأميركية.
وذكرت الخارجية الأميركية، الثلاثاء، طبقا للصحيفة، أنه من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الوفيات بين المواطنين الأميركيين الذين ذهبوا للسعودية لأداء مناسك الحج.
تزامنا مع ذلك، كانت فتاة من ماريلاند تبحث عن إجابات بشأن ظروف وفاة والديها وحول منظم الرحلات الذي دفع له الثنائي عشرات الآلاف من الدولارات من أجل الحج، وفق تقرير صحيفة "نيويورك تايمز".
قالت الابنة سعيدة ووري إنها وأخوتها لم يصلهم أي معلومات بعد بشأن مكان دفن والديهم، أيساتو (65 عاما) وأليو (71 عاما) ووري.
وأضافت في حديثها، الثلاثاء، "فقدان شخص عزيز أمر صعب، لكن عدم القدرة على دفنهم هو شعور لا يوصف".
23 ألف دولار
وتسببت الحرارة الشديدة هذا العام في مأساة للعديد من الحجاج بعد أن أعلنت السلطات السعودية أن أكثر من 1300 شخص توفوا خلال أدائهم المناسك، مشيرة إلى أن غالبية المتوفين هم "من غير المصرح لهم بالحج".
وقالت السلطات السعودية إن العديد ممن لقوا حتفهم ساروا لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس دون مأوى أو الحصول على الراحة المناسبة، في وقت وصلت فيه درجات الحرارة إلى 51.7 درجة مئوية.
وأدى 1.8 مليون حاج مناسك الحج هذا العام، وهو رقم مماثل للعدد المسجّل العام الماضي. ووفد 1.6 مليون منهم من هؤلاء من خارج المملكة.
وقالت سعيدة لصحيفة "نيويورك تايمز" إن والديها دفعا نحو 23 ألف دولار لشركة في ماريلاند، حيث بدأت رحلتهما في مطلع يونيو مع عشرات من الأشخاص الآخرين من المجتمع الإسلامي بمنطقة باوي ومحيطها بالولاية الأميركية.
وأشارت إلى أنه مع وصولهما إلى مكة، أبلغاها بأن منسق الرحلة أكد أنهما يواجهان صعوبة في الحصول على تصاريح رسمية لهما، وأضافت أنهما أصيبا بالإحباط؛ لأنهما اعتقدا أنهما كانا يتبعان الإجراءات الرسمية.
كما أضافت أن آخر رسالة تلقتها كانت حول عدم وصول حافلة واضطرارهما إلى السير لنحو ساعتين، وبعد ذلك فشلت في التواصل معهما هاتفيا لأيام عدة بعد ذلك.
وقبل نحو أسبوع، تواصل مسؤول أميركي بسعيدة وأبلغها بوفاة والديها. ورفضت الشركة التي نظمت الرحلة التعليق لصحيفة "نيويورك تايمز".
"حلم كل مسلم"
وكان مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية صرح لصحيفة "واشنطن بوست"، الاثنين، قائلا: "نحن نقدم خالص تعازينا للعائلة على هذا الفقد ... يعمل فريقنا في السعودية على مدار الساعة للاستجابة لمخاوف المواطنين الأميركيين وتقديم المساعدة لأسر الذين لقوا حتفهم".
وقالت سعيدة: "لقد ماتوا وهم يفعلون بالضبط ما أرادوا القيام به".
وكان وزير الصحة السعودي أفاد خلال وقت سابق بأن "منظومة الصحة قدّمت أكثر من 465 ألف خدمة علاجية تخصصية، كان نصيب غير المصرح لهم بالحج منها 141 ألف خدمة"، وفق ملخص نشرته وكالة الأنباء السعودية لمداخلة تلفزيونية للوزير مع قناة "الإخبارية" الحكومية.
كما توفيت أيضا من المنطقة نفسها في ماريلاند، فاطماتا كوروما (61 عاما)، وقال أفراد أسرتها للصحيفة الأميركية إنها توفيت في السعودية خلال أداء فريضة الحج وكان معها زوجها أيضا.
وتلقت أسرة كوروما في الأيام التي سبقت الوفاة رسائل حول تأجيلات ومخاوف بشأن الحصول على أوراق رسمية سليمة، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أنه رغم ذلك كانت مرتاحة وترسل لهم صورا مبهجة.
وفي 16 يونيو، علمت الأسرة بوفاة الأم بعد اتصال من مسؤولين أميركيين، وتلقوا دعوة بالسفر إلى السعودية لحضور مراسم دفنها.
وقالت ابنتها، وومو غالو، إن والدتها كانت متحمسة للرحلة لأن ذلك "حلم كل مسلم".
يذكر أن وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل كان أكد أن عدد الحجاج الذين توفوا خلال أداء مناسك الحج هذا العام، بلغ 1301 حاج، من بينهم نسبة 83% من غير المصرح لهم بأداء الحج.
وأضاف الجلاجل في تصريحات لقناة "الإخبارية" السعودية نشرتها عبر حسابها على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، الأحد: "بلغ عدد الوفيات 1301 خلال الحج، منهم 83% من غير المصرح لهم".
وأوضح فهد الجلاجل في تصريحاته أنهم "تعرضوا لعوامل المسافات الطويلة تحت أشعة الشمس بلا مأوى".
وأشار وزير الصحة السعودي إلى أن المملكة قدمت نحو 1.3 مليون خدمة وقائية مجانية للحجيج، شملت الكشف المبكر واللقاحات، وقدمت الرعاية الطبية لهم منذ وصولهم.