الدوار ابتكار اردني بامتياز ونكاد ننفرد فية في الاردن , وان وجد في دولة اخرى فأنة سيكون منظما بصورة افضل , وانا بحكم طبيعة عملي قرب دوار الواحة مظطر للمرور عبرة في معاناة شبة يومية ومغامرة تستحق من يمربها سالما التهنئة .
لو شأت ان تتقيد بنظام السير وتحترمة وأنت على الدوار فأنك ستغضب السائقين على يمينك ويسارك وخلفك وأمامك , والطامة الكبرى لو اردت ان تمكن مواطنا من المرور فستسمع لعنات وسباب متنوعا وغضبا وزوامير نقمة وغضب !
انت بالتالي مظطر لمخالفة انظمة المرور حكما , وللتتجاوز عن اليمين وعن الشمال وان تستخدم الوسائل العسكرية وشبة العسكرية كحرب العصابات , كالتسلل والهجوم المفاجئ والانسحاب المدبر وحتى غير المدبر تحت ظغط النيران اقصد السير ! والانحراف يمنة ويسرة فجأة للمباغتة , هي مناورة حتى تجتياز الدوار بسلام . وعند الاجتياز ستجد نفسك في نفس السياق مظطر لمخالفة قواعد السير حتي تستمرفي المسير وتصل لهدفك ! والا فلن تصل , لا يمكن لابد من المخالفة .
نظام السير(ان جاز لنا ان نسمية نظام سير ) في الاردن يظطرك للمخالفة رغما عنك برغم توقك لاحترام القواعد والقيادة بشكل حضاري راق !
عدت من بلد متقدم في نظام السير ولاحظت انة لا يمكن مخالفة هذا النظام حتى لو تعمد قائد المركبة ذلك , فهو محكم لدرجة ان السائق يجد نفسة منساق معة بسلاسة ويسر ويكتشف مع الزمن انة منسجم معة وبأنة اصبح اكثر تحضرا واحتراما لقواعد السير وبأنة صاحب مصلحة بالتناغم معة , نظرا لاطمئنانة على نفسة وعلى مركبتة ولاختصارة الزمن وتوفيرة لقطع السيارة واطالة عمرها الى آخر هذة الفوائد . وتبين لي ان النظام يحكم كافة مناحي الحياة والكل متناغم معة لان في ذلك مصلحة للجميع .
كافة مناحي الحياة في الاردن تتشابة مع نظام السير فليُسيرالمواطن شؤونة سيظطر للمخالفة وللواسطة والمحسوبية والرشوة والى أخر هذة المبتكرات بسبب عدم وجود نظام حياة محكم يظطرة للانسجام معة وتحقيق مصلحتة بأحترامة . ففي كل معاملة رسمية سيجد نفسة تماما وكأنة على دوار الواحة لابد ان يخالف والا فلن يمر !
ملاحظة اخرى انظروا عند توقفكم على اية شارة ضوئية ستجدون مثلا 30 الى 40 سيارة متوقفة بانتظار الضؤ الاخضر, وستكتشفون ان اقصى حمولة لاي سيارة راكب واحد وبحد اقصى اثنين ! وهي مأساة اذ ان حافلة واحدة يمكن ان تقل ال 40 راكب بيسر وتوفر حركة 40 سيارة وحرقة اعصاب ركابها ومخاطرتهم بأرواحم الى آخر التبعات .
ذلك يذكرنا بالباص السريع ( والذي اصبح بطيئا ) فلو اُنجز المشروع او اي مشروع مشابة كالقطار من عمان للزرقاء والعقبة واربد مثلا سيكون انجازا ثوريا ونقلة نوعية وحضارية في نظام السير ويحقن ارواحا اردنية ونزيفا ماديا هائلا ويوفر وقتا ثمينا مبددا .
حمي اللة الاردنييون وجنبهم مخاطر السير و كل مكروة , واراهم قريبا نظام حياة وسير عصريين .