يا جماعة، شو قصة الإتيكيت والبريستيج اللي صرنا نسمع عنهما في كل مكان؟ يعني، مش فاهم كيف نقدر نحول حياتنا لمسرحية مستمرة عنوانها: «كيف نأكل بالشوكة والسكين ونتكلم بلهجة النبلاء». عجبتني النبلاء؛ حاس حالي ببريطانيا.
اللي بضحكني أكثر، إنه صرنا نشوف السياسيين الدوليين يتنافسوا مين عنده البريستيج الأعلى. رئيس دولة يشرب شاي بالأبريق الذهبي، والآخر يتصور مع أطباق الكافيار الفاخر. يا زلمة، والله لو فاهمين إيش معنى الفقر كان أكلوا فول ومخلل زي الناس البسيطة.
تخيلوا معي، في قمة سياسية دولية، المسؤولين قاعدين يناقشوا كيف يرفعوا الضرائب، وبينما هم قاعدين على طاولة مليانة أكل، يتنافسوا مين بيعرف يستخدم الشوكة صح. يعني، جدًا؟! العالم مشغول بكيف نرفع من شان البريستيج، والناس بتعاني.
والإتيكيت كمان دخل على عالم السياسة. شوفوا، كيف صار السياسيين يتعلموا كيف يسلموا على بعض بطريقة «تحسسني إني مهتم وأنت مهتم»، وهاي الأمور بنشوفها في الاجتماعات اللي بتطلع منها قرارات بترفع الضغط. هم بتعلموا كيف يبتسموا، كيف يحكوا كلمات معسولة، بس في النهاية القرار بيجي زي الصاعقة.
الإتيكيت والبريستيج صاروا زي مسرحية عالمية، الكل بيلعب دور فيه، بس ولا حد فاهم نص السيناريو. كل ما تروح لمكان، بتلاقي الناس مهتمة بكيف تبدو، كيف تأكل، كيف تتكلم، بس مش مهتمة بالجوهر.
بالنهاية، الإتيكيت والبريستيج ما بيطعموا خبز بس بطعموا خوازيق من كافة جهات الكرة الأرضية . ولو يوم من الأيام شفنا السياسيين قاعدين يأكلوا فول بملاعق ذهبية، نعرف إنه الدنيا انقلبت رأسًا على عقب. مع انها انقلبت واللي صار صار..!