الميليشيات المسماة «تنسيقية فصائل المقاومة العراقية»، المدعومة من نظام الملالي الإيرانيين، أصدرت بياناً جاء فيه: «إن أنبوب نفط العقبة – البصرة، يستنزف العراق بمبالغ طائلة، دون جدوى اقتصادية، وإنه يمهد لتطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل».
أنبوب تصدير النفط العراقي، المسمى انبوب البصرة - العقبة، غير موجود على الارض، على الإطلاق !!
تتم اثارة فكرة هذا الأنبوب، منذ أربعين سنة، وطيلة تلك العقود الأربعة، يجري شتم الأردن، بسبب هذا الخط الافتراضي الوهمي، في الإعلام والبرلمان ومنصات التواصل العراقية، لأنه «خط نهب الأردن لثروة العراق النفطية»، وهو الخط الذي لم توقع اتفاقية إنشائه حتى اليوم، ويحتاج تنفيذه، إلى 4 سنوات، بسبب طوله الذي يزيد على 1700 كم.
يتحدث بيان الميليشيات التهديدي عن انه «يستنزف العراق بمبالغ طائلة، دون جدوى اقتصادية» !! ويتحدث عن «بيع النفط العراقي المار في هذا الأنبوب إلى إسرائيل».
علماً، لو أن الخط موجود فعلاً، فإن صنبور تسييل النفط إليه، هو في الأيادي العراقية، كما أن عدادات بيعه، التي ستكون في العقبة، ستكون في الأيادي العراقية !!
ان انبوب نفط البصرة- العقبة، الذي «قد» يعمل بعد سنوات، هو أنبوب لتصدير النفط العراقي إلى أوروبا وغيرها، وهو مصلحة عراقية خالصة، وان عدم انشائه هو عمل عدواني ضد مصلحة الشعب العراقي الحبيب.
وان الفائدة المقدرة التي سيحصل عليها الأردن هي 25 سنتا أمريكيا، نظير كل برميل، كرسوم مرور، وهي الرسوم المتعارف عليها في كل العالم.
أما حصول الأردن على النفط من هذا الأنبوب، فهذا لمصلحة العراق، الذي من مصلحته ان يبيع نفطه !! وأما حصولنا على النفط العراقي بسعر تفضيلي فهذا قرار عراقي.
وهذه اضاءة على الخط:
عام 1980 أغلقت إيران مضيق هرمز، منفذ التصدير الرئيسي للنفط العراقي، ونفط الدول الخليجية، إثر الحرب العراقية الإيرانية.
عام 1982 أغلقت سورية حليفة إيران، خط تصدير النفط العراقي إلى البحر الأبيض المتوسط، فاختنق العراق، الذي يحتاج إلى المال للإنفاق على الحرب مع إيران، وأخذ في شحن نفطه عبر الأردن وتركيا، وبدأ التفكير في مد خط انبوب نفط عبر الأردن.
2012 زار رئيس الوزراء العراقي الأردن، وتم الاتفاق على المشروع.
2013 وقع الأردن والعراق «اتفاقية إطار» لمد الأنبوب بطاقة مليون برميل يومياً.
2015 وقع العراق مع الأردن ومصر مذكرة تفاهم حول المشروع.
2016 العراق يعيد النظر في المشروع !!
2017 حيدر العبادي يعلن توقيع عقد الأنبوب.
2019 زار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي مصر وهناك اتفقت العراق والأردن ومصر على المضي في المشروع.
2019 أعلن نفس الشخص (عادل عبد المهدي) إعادة النظر في المشروع!!
2021 وزارة النفط العراقية تعلن أن المشروع قيد النقاش !!
ويبقى أن تهديدات الميليشيات العراقية، المشاركة في الحكومة والحكم، لا يجوز ان تمر بلا مطالبة أردنية بالتفسير والاعتذار، ومحاسبة تلك الميليشيات على تهديداتها.