أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تزايد الإقبال على مركبات الكهرباء يخفض الطلب على البنزين بعد تراجع كتلته بالانتخابات .. ماكرون يعلق ويدعو إلى "الحذر" قيادي بحماس: الحركة وافقت على انطلاق مفاوضات "بدون وقف إطلاق نار" دائم غوشة: المساحة المرخصة تتراجع %7.4 في النصف الأول من العام الحالي هل ستحدث صفقة بين الكيان وحماس .. أم ستستمر الحرب على القطاع؟ الأردن قبلة رائدة للاستثمارات المصرية استمرار إغلاق شاطئ عمان السياحي في البحر الميت يحد من خيارات المتنزهين يديعوت أحرونوت : مسؤولون سياسيون وأمنيون فوجئوا ببيان نتنياهو تعرف الى القائمة الحزبية لحزب تقدم .. اسماء رابطة الكتاب تؤكد مشاركتها في مهرجان جرش رئيس الوزراء البريطاني الجديد لنتنياهو : الحاجة ملحة لوقف النار أحزاب اليسار تتصدر الانتخابات التشريعية الفرنسية بكاميرات ذكية .. بريطانيا تلاحق السائقين المخالفين في الشوارع المانيا تحظر (المثلث الأحمر). الاردن .. 4 حالات انهاء حياة خلال اسبوع النائب خليل عطية يعلن عدم الترشح للانتخابات المقبلة. خلافات بحكومة نتنياهو بسبب تجنيد الحريديم وتمديد الخدمة العسكرية رسمياً .. الجزيرة الإماراتي يعلن اليوم تعاقده مع الحسين عموتة حزب الله يعلن عن أكبر عملية لقواته الجوية منذ 8 أكتوبر الأردن .. العثور على جثة أربعيني داخل منزل في عين الباشا
تلاشي "الهزبرة" الصهيونية وانكشاف "الزعبرة" الإسرائيلية: وماذا بعد؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تلاشي "الهزبرة" الصهيونية وانكشاف...

تلاشي "الهزبرة" الصهيونية وانكشاف "الزعبرة" الإسرائيلية: وماذا بعد؟

05-07-2024 06:15 AM

د. أسعد عبد الرحمن - هَسْبَرَة أو هاسبارا كلمة عبرية تعني «الشرح والتفسير»، وتشير إلى جهود العلاقات العامة لنشر "المعلومات" الإيجابية في الخارج، أو الدعاية لـ "دولة إسرائيل" وشرح سياساتها وتبرير أفعالها، وتستخدم من قبل الحكومة الإسرائيلية ومؤيديها كـ "تقنية دبلوماسية" لربط حرب المعلومات بالأهداف الإستراتيجية لـ "دولة إسرائيل"، ولوصف الجهود التي تقوم بها وأنصارها من الصهيونيين والمتصهينين لتوضيح وجهة نظرها، وتعزيزها في مواجهة ما تعتبره بالإعلام "السلبي"، ومواجهة ما تعتبره محاولات نزع الشرعية عن "إسرائيل" ومعاداتها وإستهدافها في جميع أنحاء العالم. كما هي تهدف اساساً إلى تكوين صورة إيجابية لإسرائيل على المسرح العالمي، من خلال خطوات وبرامج موظفة للتأثير على الشعوب الأجنبية والرأي العام.
لطالما اعتمدت "إسرائيل" على استراتيجية "الدبلوماسية الشعبية العامة" في تبييض (اقرأ: تزوير) صفحتها والتلاعب بالرأي العام. ومع تصاعد اعتداءاتها المختلفة على الفلسطينيين، يستمر تأطير الرواية السائدة التي يتم تداولها غالبًا في وسائل الإعلام الغربية بشكل يصب في صالح الرواية الإسرائيلية، والتي تصور "إسرائيل" على أنها جهة فاعلة عقلانية وبريئة، يثيرها "تهديد إرهابي وجودي غير عقلاني"، مما يجعل أي انتقاد لأفعال/ جرائم إسرائيل بمثابة اعتذار فعلي عن الإرهاب. وفي اللحظة الراهنة، تسعى "إسرائيل" إلى الموازنة بين آلة الحرب العسكرية المستعرة في حصد أرواح آلاف الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة التي لها –برأيها- ما يبررها باعتبارها "عملية دفاع عن النفس" ردا على الهجمات التي شنها الفلسطينيون واستخدامهم المدنيين كدروع بشرية !!!. ولطالما اهتمت آلة الحرب الإعلامية الصهيونية المرتبطة ببناء "سردية خاصة" حول "الأحداث" لكسب تعاطف المجتمع الدولي وحشد أكبر دعم ممكن. حيث لا تقل "حرب السرديات" أهمية عن الحرب العسكرية.
تدرك "إسرائيل" جيدا أنه لا يمكنها أن ترتكب جرائم "حرب آمنة" مع الإفلات من العقاب، إلا إذا كانت هناك آلة دعاية قوية يمكنها النشر والتجييش –غب الطلب- لمواجهة الإدانة العامة الحتمية المفترضة والتضامن الدولي مع الفلسطينيين. وفي هذا السياق، ولإنجاز مهمتها، تستهدف "الهزبرة" الدبلوماسيين والسياسيين والرأي العام من خلال الاتصالات المباشرة ووسائل الإعلام، ومن خلال عديد المعاهد والوكالات الحكومية، ومراكز الأبحاث والجامعات والمنظمات غير الحكومية وجماعات الضغط. وتقدم "إسرائيل" –على سبيل المثال- زمالات ومنح دراسية لتعزيز الدعوة المؤيدة لها، في حين يعمل عديد الصحفيين والمدونين لتكوين صورة إيجابية عن "الدولة" لدى شعوب الدول الأخرى عن طريق توظيف تكنولوجيا الإتصال الحديثة ومنصات وسائل التواصل الإجتماعي، فيما يبدو أنه ربط للعلاقة العملية بين ممارسة العلاقات العامة الدولية والدبلوماسية الشعبية.
وعبر (الهزبرة)، تستمر "إسرائيل" في (الزعبرة) وتسويق روايتها عن نفسها على أنها الضحية البريئة للإرهاب الفلسطيني، التي يجب منحها حق الدفاع السيادي ضد "الاعتداء الوجودي"!! هذا، على الرغم من حقيقة إحتلالها ومتابعة إعتداءاتها وتصعيدها في كل مرة، وامتلاكها قوة جوية متقدمة ضد خصم لا يملكها، وتفريغها مئات أطنان القنابل على رؤوس السكان العزل! ومع كل انتشار لصور الدمار وجثث المدنيين الأبرياء الفلسطينيين (والعرب) الممزقة أوصالهم على وسائل التواصل الاجتماعي، يضطر مؤيدو "الهزبرة" إلى مضاعفة جهودهم في حملات العلاقات العامة المنظمة جيدًا، وتبرير أي استخدام غير متكافئ للقوة!
لقد استخدمت "إسرائيل" وتستخدم مفهوم معاداة السامية –التي تعني التحيز ضد الشعب اليهودي والتعامل معه استنادًا إلى أحكام مسبقة- لحماية نفسها من المساءلة، ولإخفاء حقيقة الاحتلال، وإنكار السيادة الفلسطينية. كما أن المفهوم نفسه يستخدم اليوم لتبرير عدوان إسرائيل على قطاع غزة (والضفة الغربية) وإسكات الانتقادات داخل المجتمع الدولي، وكذريعة لارتكاب المزيد من جرائم حرب بقصد الإبادة الجماعية.
ونظن –وليس كل الظن إثم- أنه ما زال في جعبة/ ترسانة مهندسي "الهزبرة" العديد من الاستراتيجيات التي سيلجأون إليها عاجلا أم آجلا لاستعادة "الصورة الزاهية" للدولة الصهيونية ما قبل السابع من أكتوبر ولمحي صورتها القبيحة التي تشكلت بعده. وربما كان "التكتيك" الأكثر شيوعًا هو الإمعان في ربط أي انتقاد للسياسات الإسرائيلية، سواء انتهاكات حقوق الإنسان أو الاستعمار/ الإستيطان غير القانوني للأراضي الفلسطينية، أو أي شكل من أشكال العدون أو الجرائم ضد الإنسانية، بـتهمة "معاداة السامية" المعلبة والجاهزة.
والحال كذلك، وعلى درب تكريس عملية تحول "الهزبرة" الإسرائيلية الى "زعبرة" مكشوفة عالمياً، هل نسارع، من الآن، الى إقامة مؤسسة إعلامية تستفيد اساساً من الإنجازات الإعلامية المتحققة فلسطينياً وتقوم بتجنيد (والاهم: مأسسة) الصورة الإسرائيلية القبيحة التي تكرست منذ السابع من أكتوبر، وكذلك مأسسة السردية الفلسطينية وما تتضمنه من المعاناة الطويلة والحقوق المسلوبة على قاعدة وقف تلك المعاناة واسترداد تلك الحقوق؟ ذلكم هو التحدي الكبير.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع