زاد الاردن الاخباري -
عاد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أرض الوطن مساء اليوم الاربعاء بعد زيارة عمل إلى العاصمة البريطانية لندن التقى خلالها جلالة الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، وولي العهد الأمير تشارلز، حيث جرى بحث العلاقت بين البلدين، إضافة إلى مجمل الأوضاع عربيا ودوليا.
وعقد جلالته مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ووزير الخارجية وليام هيج تناولت التطورات التي تشهدها الساحة العربية، وجهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وعلاقات التعاون بين البلدين وأفاق تطويرها، خصوصا في الجانب الاقتصادي.
وتطرقت المباحثات إلى التحولات السياسية التي يشهدها العالم العربي وتأثيرات ذلك على مستقبل المنطقة وشعوبها.
وبحث جلالته خلال لقائين منفصلين مع كاميرون وهيج آفاق تحقيق السلام في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، الذي يشكل السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والدور البريطاني في دعم جهود السلام وصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
واستعرض جلالته الجهود التي يقوم بها الأردن لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي، مؤكدا أن الإصلاح عملية مستمرة من حيث التقييم والتطوير ولن تتوقف.
ووجه جلالته خلال الزيارة الكلمة الرئيسة في الحفل السنوي لغرفة التجارة العربية البريطانية، شدد خلالها على قوة الشراكة، التي "لم تكن يوما بالأهمية التي هي عليها الآن، خاصة في الوقت الذي تتحرك فيه منطقة الشرق الأوسط الإستراتيجية إلى الأمام".
وقال "بإمكاننا معا أن نحقق استثمارات يستفيد منها الجميع من حيث توفير فرص العمل وتعزيز الثقة والنمو، وخلق الأجواء المناسبة لتوليد الفرص التي تؤتي مزيدا من الفرص وإنشاء الأسواق التي تصل إلى المزيد من الأسواق، وتوسيع الآفاق لكل من الشعبين العربي والبريطاني على حد سواء، وتعميم السلام والتعاون في هذه المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، ومن بحر الشمال إلى البحر الأحمر وما وراء ذلك".
وفي كلمتها خلال الحفل، قالت أمين عام الغرفة الدكتورة أفنان الشعيبي، إن كلمة جلالة الملك تضمنت العديد من الأفكار العميقة حول واقع منطقة الشرق الأوسط وتحدياتها وفرصها.
وأضافت إن غرفة التجارة العربية البريطانية عكفت منذ 3 عقود على تطوير وبناء شراكات عربية وبريطانية ودولية وترجمة الصداقات إلى مشاريع مشتركة، "وقد كان دور الغرفة إستراتيجيا في تطوير مشاريع وأعمال مشتركة بين رجال الأعمال والمستثمرين العرب والبريطانيين".
وقالت: "يتوقع في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية دور إيجابي أكبر وفعال من قبل غرفة التجارة العربية البريطانية وصولا إلى مشاريع تولد فرص عمل يحتاجها الشباب العرب".
وفي تصريحات لهيئة الأذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) وصحيفة التايمز اللندنية خلال الزيارة، تناول جلالته رؤيته للتطورات الإقليمية، خصوصا الوضع في سوريا، إضافة إلى خطط الإصلاح الشامل والتحديث في الأردن.
والتقى جلالته كبار المسؤولين في مقر البرلمان البريطاني من مجلسي العموم واللوردات، في جلسة ركزت على مجمل تطورات الأوضاع سياسيا على الساحة العربية، وجهود تحقيق السلام القائم على حل الدولتين، إضافة إلى العلاقات البريطانية الأردنية.
واستعرض جلالة الملك خلال الجلسة التحولات التي يشهدها العالم العربي، مؤكدا أن للشعوب العربية كامل الحق في العيش بحرية وكرامة وعدالة ورسم المستقبل الذي ترتضيه.
وحول الإصلاح في الأردن، قال جلالته إن "هدفنا" الوصول إلى إصلاح شامل وفق جدول زمني محدد يسهم الجميع في صياغته وصولا إلى مستقبل أفضل تتعزز فيه المشاركة الشعبية في صنع القرار وتحمل المسؤولية.
ولفت النائب ريتشارد بيردن، رئيس مجموعة أصدقاء الأردن، من جميع الأحزاب، في البرلمان البريطاني، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية(بترا) بعد الجلسة أن المملكة الأردنية تسير على مسارها الخاص باتجاه الإصلاح، "ونحن كبرلمانيين بريطانيين نثمن هذه المسيرة. وجلالة الملك والأردنيين جادين في السير على طريق الإصلاح".
وقال: "من الممكن الاستفادة من خبرة العمل الحزبي والديمقراطي في بريطانيا، وأيضا هناك الكثير من الدروس المستفادة من العملية الديمقراطية في شرق أوروبا".
وشارك جلالته في ختام زيارته إلى لندن في جلسة حوارية مع عدد من كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية والفكرية والعسكرية البريطانية نظمها المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية المعروف باسم (تشاتام هاوس)، والذي تأسس عام 1920، ويعد من أشهر المراكز البحثية على مستوى العالم، وتحدث جلالته فيها عن مسيرة الأردن الإصلاحية بمنظورها الشامل، والتحولات التي تشهدها المنطقة العربية وانعكاساتها على مستقبل شعوبها.