زاد الاردن الاخباري -
تعد الهجرة النبوية الشريفة التي تصادف ذكراها الأحد نقطة تحول تاريخية في نشر الإسلام، التي أصبحت منارة للإسلام ومركزًا لنشر رسالته إلى العالم فهجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة هي قصة نصر عظيم، يتعلم منها المسلم العبر، وتشرق شمس الأمل بأن المصائب والصعاب يتبعها مع الإيمان والصبر والعمل فرج ونور يضيء حياة المسلم.
ورغم أن الهجرة النبوية الشريفة بدت كالمحنة والشدّة والكرب، إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلّم- استجاب لأمر الله -سبحانه وتعالى-، فأنزل الله عليه السكينة والطمأنينة والتأييد، فكانت الهجرة نصراً من الله وأصلًا للفتح. تحمل الهجرة النبوية الشريفة دروسًا عظيمة في الاستعداد للتغييرات الكبيرة، وكيفية التعامل مع التحديات والمواقف الصعبة بصبر وثقة وثبات.
سماحة مفتي عام المملكة الدكتور أحمد الحسنات، أكد في حديث لوكالة الأنباء بترا أن مناسبة الهجرة النبوية المشرفة محطة مهمة في حياة كلّ مسلم، لما فيها من معانٍ خالدة تستلهم منها العبر. في ظل ما تعيشه الأمة اليوم من ظروف استثنائية، تعتبر ذكرى الهجرة النبوية تاريخًا خالدًا ولادة أمة ربانية وبناء مجد تشارك فيه أبناء المجتمع من مهاجرين وأنصار بروح الأخوة والتعاون.
من جهته قال أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم الدكتور عماد خصاونة إن الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة تعدّ حدثًا مهمًّا ومتميزًا في تكوين المجتمع، وجعل رسالة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رسالة عالميّة. فالنبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بنى النظم المجتمعية القائمة على أساس المساواة، وتحقيق الحرية، وسيادة القانون.
وتجسد الهجرة النبوية الشريفة الثقة بقضاء الله وقدرته، وتعليم الصبر والاستمرارية في سبيل الدعوة إلى الله، وتظهر في البُعد الاجتماعي والسياسي، الذي تمثل في بناء دولة إسلامية تعتمد على المبادئ الإسلامية في الحكم والتعايش السلمي بين الأمم. تحمل الهجرة النبوية الشريفة دروسًا عظيمة في الاستعداد للتغييرات الكبيرة، والتعامل مع التحديات والمواقف الصعبة بصبر وثقة، والبناء الاجتماعي الذي يعزز قيم التعاون والتضامن بين الأفراد والمجتمعات المختلفة في سبيل بناء مجتمع أفضل وأكثر تلاحمًا وتقدمًا.