زاد الاردن الاخباري -
"الموبايل" !! وبعد الثورة التي شهدها العالم في الإتصالات ؛ أصبح هو أحد أهم الأجهزة التي تجعل الكثيرين من الناس لايتصورون سير حياتهم بدون تواجده في أيديهم على مدار الساعة ؛ بعد أن أصبح حمله ضرورة ماسة لايمكن لأي أحد منهم الإستغناء عنه ولو لدقائق معدودة.
لكن الملفت للإنتباه أنه وبالرغم من الوضع الإقتصادي الصعب الذي تعاني منه معظم الأسر العربية في مختلف بلداننا ، وبالرغم من الظروف المعيشية القاسية التي نعيشها ؛إلا أننا نرى أنه يوجد هناك عدد كبير من الناس يحمل الواحد منهم جهازين وثلاثة وأحيانا أكثر من ذلك في وقت واحد، ويقوم كل منهم بالتفاخر بذلك والإستعراض به على طريقته الخاصة .
ولما كان هذا الموضوع تحديدا هو موضوع طويل ؛و لايمكن تغطيته بكلمة وكلمتين ولا بجملة أو جملتين ،ويحتاج منا الى ضرورة وضعه على طاولة البحث والحوار والنقاش ، ويحتاج الى الإستعانة بعدد من المختصين والخبراء في السلوك البشري ، إلا أنه ومع كل أسف وجدت أنه من الصعوبة البالغة أن نجد هناك أحد يستطيع فهم سر هذا السلوك الغريب الذي يقوم به البعض من الناس حتى لو كان متبحرا في علم النفس .الأمر الذي جعلني أقرر الدخول في حيثياته بنفسي .
إن (الموبايل) ياأخوان وبالرغم من فائدته في تقريب المسافات بين الناس وتسهيل التواصل بينهم بأقل كلفة ممكنة ؛ إلا أنه يظل في جميع الأوقات سلاح ذو حدين أحدهما خطر جدا ، ولهذا أرى أن حمله غير مأمون الجانب وخاصة إذا تواجد في أيدي كل من يسيء استخدامه.
وعلى هذا فإنه لابد من أن تكون هناك ضوابط لحمله ، ولا بد من ضرورة نشر الوعي التربوي الهادف حوله بين جميع فئات المجتمع ، ولا بد من التعريف بفوائده ومضاره ،ولابد من شرح سلبياته وايجابياته ، مع ضرورة التركيز على شرح طريقة الإستخدام الأمثل له .
منوهة في هذا السياق أنه يتوجب على المعنيين في الأمر ، وعلى كافةأولياء الأمور ؛ عدم ترك الحبل على الغارب لأولادهم وبناتهم ، و لابد لهم من ضرورة شرح مخاطره عليهم . وخاصة لأنه قد ثبت عمليا أن هناك الكثيرون من الناس ومع كل أسف شديد لايعرفون شيئا عن كيفية استخدامه بالشكل السليم !! ويبدو ذلك واضحا جدا حينما يجنح البعض منهم في استعماله ويقوم بإستخدامه بطرق غير أخلاقية ؛لاأريد الخوض بها ولا التعمق فيها كثيرا !! لكونها أمور كثيرة جدا وأكثر من أن أقوم بتعدادها !! لكنها ومن باب العلم بالشيء من جهة وللفائدة العامة من جهة أخرى يمكن لي تلخيصها بالنقاط التالية : ـ
1ـ قيام البعض بتحميل هذا الجهاز ( مقاطع فيديو خليعة ، وصور فاضحة ، وأغاني هابطة ، ونكات ، ورنات ، ومسجات ) غير لائقة أبدا ؛ حيث يعكس فحواها مدى تدني المستوى الأخلاقي الذي وصلوا اليه .
2ـ قيام البعض بإستعماله بهدف التسلية وبغرض القيام بالمعاكسات والإزعاجات وبث الغراميات.
3ـ قيام البعض بإستعماله بغرض التفنن في ابتزاز الآخرين بعد تصويرهم وتسجيل أصواتهم .
4ـ قيام البعض بإستعماله بغرض المباهاة والتفاخر وللدلالة على الترف والبذخ والثراء !.
منوهة أنه قد وصل الأمر ببعض الناس ،أن أصبح الواحد منهم يقوم بشراء جهاز ( موبايل) جديد كلما اشترى قميصا أو فستانا أو بنطلونا أو حذاء جديدا !! وذلك لكي يتناسب هذا الجهاز مع لون أو شكل مااشتراه من ملابس ، أو لكي يتوافق مع شكل تسريحة الشعر أو الباروكة ، أو مع ستايل الحجاب ، أو لكي يتناسق مع شكل ولون بعض مايضعه على جسمه من إكسسوارات مثل النظارة والآساور والخاتم وأقراط الأذنين ، أو لكي يبدو قريبا من ما يحمله في يديه من أشياء كولاعة السجاير أو علاقة المفاتيح أو الحقيبة ، وفي أحيان كثيرة لكي يتفق مع شكل ولون الأصباغ الموجودة على الأظافر .
الأمر الذي يجعلني فعلا حائرة في تفسير كل هذه التصرفات الغريبة ، ويجعلني لا أدري على أي شيء سيكون لون هذا الموبايل مستقبلا !! ولا أدري على أي شيء سيكون إعتماد شكله غدا وبعد غد.!!؟؟
وفي الختام؛ لايسعني إلا أن أدعو الله للجميع بالهداية والرشاد والى كل مافيه الخير والصلاح بإذن الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دانا جهاد ـ طالبة جامعية