يجب على أمريكا والعالم أن يسرعوا قدر استطاعتهم، لكشف سيناريو محاولة قتل المرشح الأمريكي العنصري «ترمب»، لا لشيء مثير أو مهم، بل من أجل راحة بالنا نحن هنا، فقد اعتدنا أن يمتلىء الأثير والفضاء الإلكتروني والصحف والشاشات بتحليلات وأفكار «أردنية» عبقرية، تحلل كل حدث، ونكتشف بأن العالم كله يعجز عما يمكن أن يفعله بعضنا، من فعل عبقري في التحليل والتحريم والتجريم، ولا أستبعد أن تخرج علينا الأفكار هذه المرة على هيئة قصائد شعرية مبنية على بحور الشعر الحر، وعلى بحور الشعر العربي القديم.. ارحمونا سلف.
نحن في الأردن نعلم حجم عدم الاكتراث الذي مارسه «ترمب العنصري»، في رئاسته الأولى، وهو المكمل الرئيسي لسيناريو المجرم نتنياهو في تفجير كل شيء في المنطقة العربية، وتخريبه، والسيطرة عليه.. ومع ذلك ثمة أمر كنت قد كتبت عنه مرارا حين كان ترمب العنصري مرشحا في المرة الأولى ثم رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، واعتبرت أن سياسته أكثر وضوحا من أي رئيس أمريكي سبقه، فالرجل صريح ويعبر عن الفكرة الامبريالية الأمريكية بوضوح، ولا مجال مع سياسته للكذب والدجل بالنسبة لمن يستهدفهم ويستهدف حقوقهم، ويحترم القوة حتى لو كانت قوة ارهابية، ومستعد للتفاوض مع الأقوياء، وإبرام الصفقات معهم، وأهدافه معلنة وفي حال برز مطلب صهيوني استراتيجي، يعارض سياسته المعلنة، فهو يستدير ويتبنى ذلك المطلب ويحققه ويتغنى به ويعتبره إنجازه الشخصي، تماما كما قال حين انتهت ولايته، وأصبح يعتز بنقل السفارة الأمريكية للقدس، خلافا للقانون الدولي ولمعاهدات السلام، وكذلك فخره بل انتصاره حين قام بإلزام دول عربية لدفع «خاوة» صريحة للأمريكان، وفي حال عودته سيكمل العمل على هذين المحورين، بابتزاز دول عربية جديدة و «قديمة»، وسيعمل على الاعتراف بضم كل ما تريد الدولة المارقة «اسرائيل» ضمه من أراضي فلسطين و»أراضي العرب»، وسيدعم كل برامج الاحتلال التوسعية، وسيروج من جديد لمشاريع مثل مشروع الشرق الأوسط الجديد «الذي تم تنفيذه»، و»صفقات قرون وليس قرنا واحدا».. ترمب بلطجي مبدع وتمكن من كشف السياسة الاستعمارية الأمريكية وتقديمها للجميع وإلزامهم بها دونما كذب ولا تحايل أو مواربة.
أتمنى أن يجري استخدام مصطلح «الأقطم» وفق معناه الذي نعرفه كعرب، وأعتقد أن مطلق النار على ترمب، كان يريد من الجمل «أذنه»، وسوف أفتح المجال للتحليلات ال»بوليسية الكونية»، وأقول بأن مطلق النار كان يريد الأذن فقط، ليجعل ترمب نصف أطرم، حيث لا يلزمه السمع، وهذا يخدم وجهة نظري بضرورة أن يأتي «الأقطم» رئيسا للمرة الثانية، حتى يدرك العرب بأن لا مكان «للظاهرة العربية الصوتية» في السياسة العالمية، ولا مكان لكل الخطب العصماء والمعلقات الجاهلية والأدعية المأثورة والمبتورة..
أنا أطلب من أمريكا أن تتماهى مع وجهة نظر «ترمب»، وتكشف عن كل شيء دفعة واحدة، فالوضوح يخدمهم أكثر من الغموض والإنفاق على التجسس وشراء الضمائر وبيعها بأرخص الأثمان، وأن يكشفوا عن حدود إدارة المشهد ببرامج الذكاء الصناعي.. فهي شفافية قاسية لكنها مطلوبة في زمن أصبحت فيه الضحايا تلوذ لجعل الافتراض هو الواقع والواقع عالما افتراضيا لا يعيشه سوى الضعفاء والجبناء.
العالم سيصبح اصدق مع هذا الأمريكي الأقطم، وعليه أن يتعايش مع هذا الوضوح المتوحش.