ترامب تحول الى «ترند»، وقبضة يد ترامب تحولت الى ايقونة في امريكا، وتحولت الحادثة الى الخبر الاول في العالم. رئيس امريكا السابق يتعرض الى محاولة اغتيال، وانتشرت صور لترامب واثار الدم الخفيف على وجهه واذنه اليمني.
من اللحظة الاولى لوقوع حادثة الاغتيال التحليلات توزعت بين اعتبار ما حدث مسرحية مفبركة من ترامب وفريقه الانتخابي، ومن اعتبر ان الحادثة حقيقة، ولاسيما ان مؤيدي ترامب يعتبرونه مهددا بالاغتيال والتصفية، واتهموا علنا الرئيس بادين وcia، جهاز المخابرات الامريكية في تدبير عملية الاغتيال.
و كم كان ترامب يحتاج الى عملية الاغتيال، وسواء كانت واقعة الاغتيال حقيقة ام مفبركة؟!
السباق الانتخابي الامريكي انقلب رأسا على عقب. واشتد ظهور موجات من التعاطف الشعبي مع ترامب، واتباع ومؤيدو ترامب وصفوه بـ»الرئيس الشهيد «.
وحادثة محاولة الاغتيال سرعان ما انعكست على الانتخابات ونتائجها المتوقعة. ومن انصار واتباع ترامب من سارعوا الى ركوب الحادثة وتجييرها انتخابيا، واسطرة ترامب، وتحويل قبضة يده ومن خلفه العلم الامريكي الى «ايقونة امريكية»، وقيادي جمهوري قال : ان الله حمى ترامب.
ومن بعد حادثة اطلاق النار الحزب الجمهوري توحد حول ترشيح ترامب. وصفحات الخلاف يتم طيها، وفي ردود الفعل ظهر التفاف حول شخصية ترامب، وكان رجل الاعمال الامريكي الميليادرير ايلون ماسك اول من اعلن دعمه لترامب.
الانتخابات الرئاسية ساخنة وطاحنة. والمجتمع الامريكي منقسم عاموديا بين كتلتين لا تقبلان الاحتكام الى نتائج صناديق الاقتراع ما لم تتطابق مع رغبات المصوتين في كل طرف وحزب.
و ثمة ما ينذر امريكيا بخطر حرب اهلية. عدم الاعتراف في نتائج الانتخابات او الاحتكام الى التقاليد الديمقراطية، ورفض الاعتراف في الاخر انتخابيا، هي وقود يسخن لاشعال نيران الحرب الاهلية.
و على شدة الاحتقان والانقسام العامودي بين الديمقراطيين والجمهوريين، فماذا لو ان ترامب مات؟ وان رصاصة الشاب الغاضب استقرت في قلب او رأس ترامب؟
امريكا كانت على خطوة « سم واحدة» من حرب اهلية. ولو ان الرصاصة فقط استقرت في قلب او رأس ترامب.
و هي لحظة لربما خارجة عن حسابات المؤسسة الامنية والسياسية في مجتمع منقسم عاموديا. ومجتمع متعطش الى العنف والكراهية، وعلاقة الفرقاء السياسيين مجبولة وقائمة على العدائية والانتقام، وعدم الاعتراف، ولاسيما في اوساط اليمين المتطرف من « انصار ترامب».
وكيف سوف يستفيد بايدن من حادثة اغتيال ترامب؟ وينجو من حرب الديمقراطيين على قرار ترشيحه، وبايدن سوف يجدها فرصة مواتية للخروج من مأزق وجد نفسه عالقا في تفاصليه، ويهدد مصير ترشحه الى انتخابات الرئاسة، وذلك من خلال التغاضي وصرف النظر عن الانتقادات اللاذعة والخارجة والمحسومة حول ترشح بايدين للرئاسة، وما يساق في الاعلام الامريكي من كلام عن قدرات بايدن العقلية والذهنية، والداعية الى ضرورة انسحاب بادين من سباق الرئاسة، و20 نائبا ديمقراطيا تبنوا دعوة طلب انسحاب بايدن من سباق الرئاسة.