خاص - عيسى محارب العجارمة - يبدو ان الحادثة التي تعرض لها المرشح الرئاسي والرئيس السابق ولربما القادم دونالد ترامب ستلقي بكاهلها وليس بظلالها على صانع القرار الاردني في التعاطي السياسي مع النهج الترامبي الكارثي ان صح التعبير .
يبدو ان الاردن مقبل على مرحلة سياسية حادة مع هذا الرئيس المرتقب لامريكا ، يمكن وصفها بتصفية الحسابات بين الاردن وترامب على اثر حرب غزة المهولة ونتائجها الكارثية على الكيان الصهيوني ودعم الاردن اللامحدود لفلسطين وغزة وأوله المطالبة بحل الدولتين وتأكيد المؤكد على ان القدس هي عاصمة فلسطين والعودة لحدود الخامس من حزيران 1967 والتنسيق الاردني المصري على عدم تهجير الغزيين لسيناء وسكان الضفة الغربية للاردن .
هذه كلها ضغوط متوارثة على الشعبين الاردني والفلسطيني ترامبيا وما قبل مرحلة هذا الرجل المنفلت من عقاله وخصوصا بعد محاولة اغتياله الفاشله وهو بالفعل قد دفع اليوم بنائب له ان حصل وفاز بالرئاسة قد يكون نسخة مطابقة له ان لم تكن اسوأ بكثير حيث يشير هذا النائب الى ان بريطانيا هي امارة اسلامية تمتلك السلاح النووي مما اثار حالة من السخط العارم لدى الشعب البريطاني .
بالنسبة للتعاطي الاردني وهذا تحليل شخصي لمواطن اردني عادي فاولا علينا ان نأخذ بالحسبان ان فرص ترامب لا تزيد بكثير عن بايدن وان الحكومة العميقة في امريكا وحتى وزارة الدفاع الامركية ترى في بايدن الحل الاكثر عقلانية لامريكا .
ضغوطات الاتحاد الاوروبي بهذا الخصوص تساعد على تشجيع الناخب الامريكي على عدم التصويت لترامب ونائبه وخصوصا اثر تهديداته حول حرب اوكرانيا والكلف المالية المترتبه على كل دولة اوروبية بهذه الجزئية الترامبية المقيتة اوروبيا .
لا شك ان احداث السابع من اكتوبر قد القت بضلالها على تغيير قواعد الاشتباك اردنيا وترامبيا ونتنياهويا ان صح اللعب على الالفاظ فلا ترامب السابق وترهاته بشأن صفقة القرن ومفاعيلها ولا نتنياهو واليمين الصهيوني وتخرصاته ما قبل طوفان الاقصى بهذه القدرة المرعبة كما بالسابق والاردن يمتلك القدرة على المناورة لعشرة سنوات قادة وليست لاربع وهي فترة رئاسة ترامب ان ربح الرهان وفاز وهو ابن الثانية والسبعون عاما فالرجل بعد الفوز سيكون بأمس الحاجة للاردن وليس العكس والايام ستثبت صحة ما ذهبنا اليه بأذن الله .
ختاما اتوقع والله اعلم عودة الرئيس بايدن بولاية جديدة ستتبدل فيها الخرائط والتفاهمات لصالح الاردن وطروحاته السياسية الوازنة والعقلانية ولله عاقبة الامور .