أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
موجة برد سيبيرية تندفع إلى الأردن الأسبوع المقبل مسبوقة بالأمطار الأردن يوقع بيانًا لإقامة علاقات دبلوماسية مع تيمور الشرقية المومني: دعم الصحافة المتخصصة أمر أساسي وأولوية جرش .. مزارعون ينشدون فتح طرق إلى أراضيهم لإنهاء معاناتهم الأردن .. 750 مليون دينار العائد الاقتصادي للطلبة الوافدين ريال مدريد عينه على (الصفقة الصعبة). أيرلندا :نؤيد الجنائية الدولية بقوة السرطان يهدد بريطانيا .. سيكون سبباً رئيسياً لربع الوفيات المبكرة في 2050 أستراليا تتجه لسن قانون يمنع الأطفال من وسائل التواصل أمريكا ترفض قرار الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وجالانت النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات من جراء التوترات الجيوسياسية ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44056 شهيدا تسكين بكالوريوس دكتور في الطب بجامعة اليرموك ابو صعيليك: حوار مثمر يدل على شعور بالمسؤولية نتنياهو: إسرائيل لن تعترف بقرار المحكمة الجنائية دول أوروبية: نلتزم باحترام قرار محكمة الجنائية الدولية توقف مفاوضات تجديد عقد محمد صلاح مع ليفربول وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو إذا زار إيطاليا أردني يفوز بمنحة لدراسة نباتات لعلاج ألم مزمن دون إدمان منتخب الشابات يخسر أمام هونغ كونغ
حملات غاضبة ضد السوريين والسودانيين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة حملات غاضبة ضد السوريين والسودانيين

حملات غاضبة ضد السوريين والسودانيين

17-07-2024 08:12 AM

تضج الدول العربية والإسلامية قبل غيرها ضد اللاجئين على أراضيها، وشعارات العروبة والإسلام، والاخوة والجيرة، يمكن الاستماع إليها في قصائد الشعر، لكن ليس على أرض الواقع.

هذه أكثر فترة منذ بدء الحرب السورية، يتعرض فيها الشعب السوري في المهجر إلى موجات تحريض غير مسبوقة ومتزامنة في كل مكان، فالكل يتمرجل على السوريين، بذرائع مختلفة، من بينها ضيق أحوال الشعوب المستضيفة، وهدوء سورية النسبي، ولا يغيب الحسد أحيانا حين يتم الكلام عن شطارة السوريين، وقدرتهم على النجاح تجاريا في الدول المستضيفة التي كانت شعوبها تسترخي، ولم تتذكر أن هناك رزقا في بلادها إلا حين جاء السوريون.

موجة التحريض ضد السوريين في كل مكان من تركيا إلى لبنان، مرورا بالعراق ومصر، وصولا إلى المانيا وأوروبا، وقبل شهرين فقط دعا مؤتمر للهجرة بالعاصمة القبرصية نيقوسيا، شارك به ممثلون من 8 دول في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم الوضع في سورية، وأن هذه الدول تريد إعلان مناطق آمنة في أجزاء من سورية للسماح بإعادة اللاجئين من الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن، وهذا يعني إعادة السوريين إلى بلادهم في الوقت الذي تتراجع فيه المساعدات الممنوحة للسوريين في الدول المستضيفة، المباشرة وغير المباشرة.
القصة لا تقف عند حدود السوريين، والذي يتتبع وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها تيكتوك المحظور في الاردن، يكتشف حجم التراشق في العزيزة مصر، على خلفية وجود لاجئين سوريين وسودانيين ويمنيين، وإذا كانت السلطات المصرية قد أعلنت عن ضوابط جديدة لتواجد العرب والأجانب على أراضيها، وهذا حقها، فإن التعبيرات الشعبية حادة جدا، خصوصا، ضد السودانيين، كونهم شكلوا ظاهرة مختلفة، من حيث التكتل في أحياء، وفتح مدارس سودانية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الشقق التي يستأجرونها، وهذا ارتفاع مرده بالمناسبة السماسرة الذين يرفعون الإيجارات على السودانيين ويفضلونهم على المصريين.
واللافت للانتباه في العزيزة مصر، ان التراشق بات متبادلا، فيخرج سوداني من بلد ما، ويقدح سمعة مصر، التي كان يعيش بها 4 ملايين سوداني بكل احترام قبل الحرب الأخيرة، ، فيخرج مصريون ويقومون بالرد بغضب أيضا أمام الاساءات التي تطال تاريخهم القومي، ووسط هذه التراشقات تخرج أصوات مصرية وسودانية عاقلة، تريد عقلنة المشهد، خصوصا، ان تصنيع أزمة في مصر، ليس أمرا حكيما، في ظل عبور مصر لتوقيت حساس يتعلق بالوضع الاقتصادي، ووضع الكهرباء، والدولار، والغلاء، وغير ذلك من أزمات صعبة ومستدامة.
موجة الغضب في مصر، يراها البعض خطيرة لانها قد تقود إلى مآلات غير محسوبة، ويخرج معارضون ويقولون إن الغضب يتم تصنيعه للتغطية على الأزمات الأصلية واتهام اللاجئين بكونهم السبب وراء كل شيء، بل وصل الأمر بالبعض إلى الإساءة للمصريين أيضا، بالقول إن ملايين المصريين يعيشون في العالم العربي، ولا يضايقهم أحد، برغم أن بعضهم مخالف في الاقامة أصلا، فلماذا يحتملكم العرب، وانتم لا تحتملونهم، فيما يرد آخرون أن جميع المصريين دخلوا إلى هذه الدول أصلا، بعقود عمل وبشكل شرعي وقانوني، حتى لو خالفوا لاحقا، ولم يدخل أحد منهم بالتهريب، ولا تجاوز أيضا على البلد المضيف، ولا وجه أي إساءات.
وللمفارقة فإن تحرك هذا الملف في مصر، يأتي في تواقيت تتمنى فيه إسرائيل لو هجرت أهل غزة اليها، ولنا ان نتخيل تعقيدات المشهد هنا، مع ادراكنا حساسية المصريين التاريخية تجاه أي محاولة لانتقاص تاريخهم، أو قدرهم، أو مكانة مصر كدولة وازنة وام عربية حاضنة للكل.
ما يراد قوله هنا، ليس الاساءة إلى أحد، ولا التشكيك في دوافع أحد، لكننا أمام "موجة يمين عربي واسلامي" نادرة الحدوث على طريقة اليمين الأوروبي، ربما بسبب الاختناق الاقتصادي، أو تراكم الازمات في كل مكان، وربما استباقا لاستحقاقات معينة في بعض الدول على صعيد تفويج موجات هجرة جديدة اليها، لتدميرها داخليا، تحت عناوين إنسانية وأخلاقية وعاطفية.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع