صوتك اليوم شهادة حق ومسؤولية، فلا تضيع الأمانة، وامنحه لمن يستحق بإرادتك الحرة وضميرك الوطنى. صوتك حق فلا تمنحه لمن يريد تغييب وعيك، وتزوير إرادتك وحقك فى إختيار المجلس الذى يحقق أحلام وآمال هذا الوطن فى الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية. صوتك شهادة لإنتخاب مجلس من تراب هذا الوطن، في النضال والتضحية من أجل حقوق أبنائه من الفقراء والكادحين، وعدالة قضيتهم فى الحياة الكريمة، والعيش بكرامة ورأس مرفوع فى وطنهم ووطن آبائهم وأجدادهم.
صوتك اليوم رد إعتبار للشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل هذه اللحظة الفاصلة فى تاريخ الأردن، لإختيار مجلس يتصف بالنزاهة والكرامة، فلا تهدر دم الشهداء والجرحى الذين لولا نزيف دماءهم ما وصلنا إلى ما نحن عليه من سيادة وكرامة.
صوتك اليوم يدخل الأردن إلى مستقبل جديد نحو الديمقراطية، والدولة المدنية، والمساواة فى الحقوق والواجبات وعدم التمييز.
اليوم هو يوم الإمتحان الديمقراطى الصعب والعسير أمام الشعب للاحتكام للعقل، والضمير، والوعى فى الإختيار والإنتخاب، بعيدا عن الهوى والغرض والتعصب لجماعة، ولأفكار تفرق بين الأردنيين ولا توحدهم، تقسم بينهم ولا تجمعهم تحت راية واحدة هى راية الوطن.
لا تمنح صوتك لمن إستغل حاجتك وعوزك بالرشاوى المادية والعينية، ولا تمنحه لمن وظّف الدين الحنيف وشريعته السمحة القائمة على أساس من المحبة والعدل والحرية والمساواة، وجعله مطية للوصول إلى كرسى الجاه والسيادة.
لا تمنح صوتك لمن تلوثت يده بالفساد وخيانة الشعب والوطن ، وساهم وشارك بالفعل والقول أو الصمت فى الفساد والنهب، وتزوير إرادة الشعب. لا تمنح صوتك لمن أسقطه الشعب، لأن عودة النواب القدامى خيانة و روجوع للوراء.
صوتك أمانة، ومسؤولية، وشهادة حق، فلا تتاجر به، ولا تمنح الفرصة للمزورين والمنافقين والكذابين أن يزوّروا إرادتك، ويغيّبوا وعيك عن إختيار ما تراه صالحا ومناسبا لقيادة سفينة هذا الوطن فى إنتخابات ديمقراطية حقيقية وعرس وطني بهي.
إمنح صوتك لمجلس دائم المواقف فى الصفوف الأولى فى معارك هذا الوطن السياسية والإقتصادية والتعليمية والإجتماعية، مناضل حقيقى يشهد له تاريخه ومواقفه الوطنية والقومية، لم ينعزل يوما عن هموم هذا الوطن، وقضايا الشعب والمساحة الترابية.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي