أعلن الأستاذ أسامة الرنتيسي عدولَه عن الترشح للانتخابات النيابية؛ ففوجئ بالتهاني والتبريكات تنهال عليه !!
أشاطر الصديق الأنتيم أسامة الرنتيسي رأيه: «إن الترشح للانتخابات النيابية طموح كبير، وتتويج لتجربة سياسية وإعلامية وحياتية طويلة».
وأضيف: انها واجب وطني ومسؤولية أخلاقية سامية، شريطة أن تكون خلواً من الاستئثار، واستحواذ القادة الحزبيين على «الشرهة»، وخلواً من دور «المال الانتخابي» السحت الملوث، الذي لا يتيح أية فرصة نجاح للطفارى، الرجال والشباب والنساء، جماعة «خبزنا كفاف يومنا» !!
تلقى الأستاذ الرنتيسي التهاني والتبريكات، من شخصيات لم تكن يوماً في المعارضة، لكنها اعربت عن أمنياتها بوجود معارض عاقل جميل، كالأستاذ أسامة الرنتيسي في مجلس النواب. معارض ليس من نوعية، جنرالات البكبات، ومطلقي التهديدات، ومهووسي المايكروفونات !!
أحد التعليقات كان «عين الصواب». وتعليق ثانِ: «من المفيد والجميل وجود نوعية من مستوى أسامه الرنتيسي في مجلس النواب». وتعليق ثالث: «أحسن وأروع قرار».
لقد بات حديث الشارع، وأصبح رأياً عاماً، الدهشة من القرارات الاستحواذية، الاستئثارية، التي ترتكب في تشكيل القوائم الانتخابية الحزبية، التي من المؤكد ان ترتد سلبًا على متخذيها وعلى التجربة عمومًا، وعلى استقرار الأحزاب، ومن أجل تفادي الانسحابات والانشقاقات وتفجر الصراعات.
هل تفادى، من هم في موقع القرار وسدة قيادة الأحزاب السياسية، أن يرشحوا أنفسهم ؟ أو أن يوعزوا إلى غيرهم أن يرشحهم ؟! أو ان تفادوا ترشيح أبنائهم وبناتهم وأزواجهم وشركائهم وأشقائهم وشقيقاتهم وانسبائهم وأقاربهم ؟!
نسمع من أعضاء بارزين محترمين في أحزاب الدرجة الممتازة، ان ترشيحات قوائم بعض الأحزاب، شابتها وضربتها الزبونية، أقولها وانا على درجة عالية من الاستفزاز والاشمئزاز، ليس لغرض في نفسي، ولا لزبونية ابتغيها، بل لأن لهجة الغضب والعجب، التي تحدّث فيها عدد من منتسبي الأحزاب، قد ساقتني إلى التعاطف والتضامن معهم !!
لقد طلعت الرائحة وأصبح معلومًا: مَنْ فعل ماذا!!
أن الرسائل السلبية، التي تبثها الترشيحات الزبونية، في الرأي العام والرأي الحزبي الخاص، ستسهم في ضرب صورة الحزب أمام أبنائه وبناته، وأمام الناخبين، الذين إذا قدم الحزب مرشحين، لا تشوب ترشيحهم شائبة، سيمنحونه ثقتهم واصواتهم دون أن يطلبها أحد.
ادعو قيادات الأحزاب التي «مررت» الترشيحات إياها، أن تسارع إلى إعادة النظر في تلك الترشيحات، لتدارك ما يمكن تداركه، فالأحزاب منصات نزاهة وتحديث وإصلاح، لا صهوات متنفذين !!