زاد الاردن الاخباري -
ريم العفيف - مع المهرجان الذي رسم البهجة والفرح لسنوات طويلة
مع المهرجان الذي ديدنه التسامح والمحبة والآصالة والعراقة
مع المهرجان الذي قدم صنوفا من الأدب والعلم والفنون
ويظل مهرجان جرش مهرجانا وطنيا ثقافيا وفنيا منذ ثمانينات القرن الماضي وجسرا للتواصل والتعرف على عادات وتقاليد الشعوب وثقافتها مذ كانت جامعة اليرموك العريقة جامعتي التي تخرجت منها وتتلمذة على أيدي جهابذة الصحافة والإعلام فيها تنظمه وتشرف على فعالياته إلى أن تسلمت رعايته وزارة الثقافة الأردنية
حين كنا نقطن بجانب المدرج الجنوبي أنا وعائلتي وندخل ساحة المهرجان حيث كان جدي وجدتي حين تنقطع المياه من بيتنا يقصدون عين الماء خلف المدرج ويملؤن البراميل بالماء
هنا كان الجيش العربي يحيط المدرج الجنوبي ويلتف حول جرش الأثرية كالسياج بالرغم من وجود الاشياك خصوصا منطقة الرّسم
التي كانت جدتي تحمل معها البزر الأبيض ودلال الشاي والقهوة وتيرموس الماء وبعض الساندويشات لتطعم الجند محبة منها وتخبز أيضا الشراك عرفانا منها بالأمن والأمان والحماية فتجلس تسامر الجيش من تلك المنطقة المرتفعة والمرسومة بطريقة جميلة وتتابع الساحة وتراقب أيضا خوفا من أن يجتاز أحدا ما الشيك دون أن يلتفت له أحد فهي ابنة المكان
كنا نتابع كل فعاليات المدرج الجنوبي والساحة بكل بساطة من على سطح البيت حين كان المهرجان ليس فيه محط قدم والناس تحاول الدخول من أرض المطار حيث المهبط الذي كانت تهبط به طائرة جلالة الملك الحسين لإشعال شعلة المهرجان فتجد الناس ك حبات الزيتون المتراصة جميعهم يريدون السلام على جلالته ويجددون الولاء والعهد
وحينها كان والدي اطال الله في عمره وجدي وعمومتي أبناء هذا المكان حيث ولدوا وحرسوا المكان والآثار ورمموا حجارتها إلى أن استملكت دائرة الآثار العامة أرضنا وبيوتنا حيث الفسيفساء التي توجد داخل البيوت وفي احواض الزرع وفي المغر
واعتبر منزل أهلي وجدي مكانا أثريا وحاليا هو مديرية الآثار العامة في جرش
مهرجان جرش لم يكن يوماً إلا مهرجانا ثقافيا وفنيا ويحمل رسائل ذات أهداف سامية وقيمة للشعب الأردني والشعوب العربية
شارك به نجوم عرب وشعراء كبار وكان انطلاقة للكثيرين منهم
وسيقام المهرجان بإدارة أيمن سماوي صاحب الحكمة والخبرة والمعرفة والثقافة الحقّة الذي استطاع بقدرته وجهده العظيم أن يطوع المهرجان بكل مافيه لمساعدة أهلنا في غزة الصمود وليري العالم أجمع أن الأردن أقوى ومايزال على العهد والوعد
وعلى خطى الهاشميين نسير .. وسيبقى الأردن عصيّا على التحديات تقوده رجالات وطن حقيقيين يستمدون عزيمتهم من عزيمة الهاشميين وثقة من ثقتهم جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله حفظهم الله